من هم الأفضل ؟ الشيعة في زمان الأئمة أم الشيعة في زمن المهدي (عج) ؟

, منذ 1 سنة 513 مشاهدة

ان الانتظار الذي يكون أفضل من سائر العبادات المندوبة، ويترتب عليه الأجر والثواب هو الانتظار المقترن بالطاعة والعمل الصالح وأداء الوظائف الشرعية والإنسانية، وتحمل المشاق والصعوبات بسببه، والاستعداد الكـامل للبذل والتضحية في سبيل اعلاء كلمة الله ودحض كلمة الباطل.

فالانتظار المثمر الذي يفرز عطاءً وعملاً صالحاً هو الانتظار الإيجابي الموجب لهطول رحمة الله وجزيل ثوابه، لأن إنجاز العبادة والطاعة والاهتمام بشؤون المسلمين، ورعاية فقيرهم، ومساعدة ضعيفهم، والسعي إلى توحيد صفوفهم في ظروف صعبة مداهمة بالمكاره، وتحت ظل دولة الباطل تعرض العاملين لأخطار جسيمة، وتضحيات عظيمة توجب مضاعفة الأجر والثواب لهم ولشمولهم بعطف الله ورحمته، لأن الأجر على قدر المشقة. وفيما يلي سنذكر النصوص الصادرة عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) حول هذا الموضوع:

ـ الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن علي بن مرواس، عن صفوان بن يحيى، والحسن بن محبوب، عن هشام بـن سـالم، عـن عـمـار الساباطي قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): أيهما أفضل: العبادة في الستر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحـق ودولته، مع الإمام منكم الظاهر؟ فقال: يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله عبادتكم في الستر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل. وتخوفكم مـن عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة أفضل ممن يعبد الله عز وجل ذكـره فـي ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق. وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق..

واعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة، مستتر بها من عدوه في وقتها فأتمها، كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة، ومن صلى منكم صلاة فريضة وحده مستترأ بها من عـدوه فـي وقـتـهـا قـائـمها، كتب الله عز وجل بها له خمسا وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلى منكم صلاة ناقلة لوقتها فأتمها، كتب الله له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة. كتب الله عز وجل له بها عشرين حسنة، ويضاعف الله عز وجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله، ودان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه، وأمـك من لسانه أضعافاً مضاعفة إن الله عز وجل كريم. قلت: جعلت فداك قد والله رغبتني في العمل، وحثثتني عليه، ولكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالاً من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق ونحن على دين واحد؟

فقال: إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عـز وجـل وإلى الصـلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله عز وجل ذكره سراً من عدوكم مع إمامكم المستتر، مطيعين له، صابرين معه، منتظرين لدولة الحق، خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة، تنظرون إلى إمامكم وحقوقكم في أيـدي الظلمة، قد منعوكم ذلك، واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف مع عدوكم، فبذلك ضاعف الله عز وجل لكم الأعمال، فهنيئاً لكم.

قلت: جعلت فداك فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحق ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالاً من أصحاب دولة الحق والعدل؟ فقال: سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد، ويجمع الله الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة، ولا يعصون الله عز وجل في أرضه، وتقام حدوده في خلقه، ويرد الله الحـق إلى أهـلـه فـيظهر، حتى لا يستخفي شيء من الحق مخافة أحد من الخلق، أما والله يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر وأحد فابشروا(1).

حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن هارون بن مسلم، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام) في قوله عز وجل: (فاصبروا وصابروا ورابطوا ؟ فقال: اصبروا على أداء الفرائض، وصابروا عدوكم، ورابطوا إمامكم المنتظر ] (2).

ـ وأخرج الترمذي عن أبي الأحوص، عن عبدالله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سلوا الله من فضله، فإن الله يحب أن يسأل. وأفضل العبادة إنتظار الفرج (3).

ـ أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن الحسن بن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي، عن رجل قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): أيما أفضل نحن أو أصحاب القائم (عليه السلام)؟ قال: فقال لي: أنتم أفضل من أصحاب القائم (عليه السلام)؛ وذلك أنكـم تمسون وتصبحون خائفين على إمامكم، وعلى أنفسكم مـن أئـمـة الجـور، إن صليتم فصلاتكم في تقية، وإن صمتم فصيامكم في تقية، وإن حججتم فحجكم في تقية، وإن شهدتم لم تقبل شهادتكم، وعد أشياء من نحو هذا مثل هذه. فقلت: فما نتمنى القائم (عليه السلام) إذا كان هذا، قال: فقال لي: سبحان الله أما تحب أن يظهر العدل ويأمن السبل وينصف المظلوم (4).

ـ وعن أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: من مات منكم على هذا الأمر منتظراً كان كمن هو في الفسطاط الذي للقائم (عليه السلام)(5).

ـ وعن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال ذات يوم: ألا أخبركم بما لا يقبل الله عز وجل من العباد عملاً إلا به؟

فقلت: بلی، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله والاقرار بما أمر الله، والولاية لنا، والبراءة من أعدائنا ـ يعني الأئـمـة خـاصة - والتسليم لهم، والورع والاجتهاد والطمأنينة، والانتظار للقائم (عليه السلام)، ثم قال: إن لنا دولة يجيء الله بها إذا شاء. ثم قال: من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، وهو منتظر، فإن مات وقـام القائم بعده كان له من الأجر مثل من أدركه، فجدوا وانتظروا هنيئاً لكـم أيتها العصابة المرحومة (6).

روى الصدوق في الاكمال عن الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) أنه قال في كلام له عن المهدي (عليه السلام): له غيبة يرتد فيها أقوام، ويثبت على الدين فيها آخرون. ويقال لهم: «متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ، أما أن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهدين بـيـن يـدي رسـول الله وآله الطاهرين الأخيار (7).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

1) الكافي، ١: ٣٣٣ – ٣٣٥، کمال الدین، ٢: ٦٤٥.

٢) الغيبة، للنعماني، ١٩٩.

3) سنن الترمذي، ١٥ ٢٢٥، الغيبة الكبرى، ٣٦١.

4) الاختصاص، للمفيد، ۲۰ - ۲۱، البحار، ۱۳: ١٤، باب فضل إنتظار الفرج.

5) الغيبة، للنعماني، ۲۰۰، کمال الدین، ٢: ٦٤٤.

6) الغيبة، للنعماني، ٢٠٠.

7) کمال الدین، ۲، الغيبة الكبرى، ٣٧٦.

الانتظار الإيجابي للمهدي المنتظر (عليه السلام)

المصدر: الإمام المهدي (عليه السلام) ومفهوم الانتظار، الشيخ كاظم جعفر المصباح، ص158-132.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1050 Seconds