الارتباط بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سرّ التوفيق الإلهي

, منذ 4 ساعة 61 مشاهدة

مقدمة
من أعظم النِّعم التي يُمكن أن يُكرم الله بها عبده هي أن يُلهمه حبَّ وليّه الأعظم، الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف). فليس الارتباط بالإمام مجرّد عاطفة أو انتظار سلبي، بل هو علاقة روحانية عميقة تُعيد للإنسان توازنه، وتفتح له أبواب التوفيق الإلهي في الدنيا والآخرة.
أولاً: معنى الارتباط الحقيقي بالإمام المهدي
الارتباط بالإمام لا يعني فقط الدعاء له أو ذكر اسمه الشريف، بل هو التفاعل الواعي مع أهدافه، والسعي لأن نكون من أنصاره في الغيبة كما سنكون معه في الظهور.
قال الإمام الصادق (عليه السلام):
“ إنَّ لنا دولةً يجيء الله بها إذا شاء. ثم قال عليه السلام: من سرَّه أن يكون من أصحاب القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة”.
فالإمام هنا يربط الانتظار بالعمل، مما يعني أن الارتباط الحقيقي هو التزام روحي وأخلاقي، لا مجرد عاطفة.
ثانياً: سرّ التوفيق في الارتباط بالإمام
من يتصل قلبه بحجة الله يعيش في دائرة التوفيق، لأنّ الإمام هو واسطة الفيض الإلهي في هذا العالم. فكل توفيقٍ في عبادة، أو علم، أو رزق، أو امتحانٍ، إنما هو نفحة من هذا النور المقدّس.
وعليه :
“من أراد أن يرى أثر دعاء الإمام في حياته، فليجعل نفسه قريبًا من طريقه، ومخلصًا في الانتساب إليه.”
فالارتباط الصادق يجذب العناية الغيبية، ويُنقّي القلب من الغفلة، ويُنزل على العبد سكينةً تعينه على الثبات والتوفيق.
ثالثاً: مظاهر التوفيق ببركة الإمام
تيسير الأمور بعد العُسر: كثير من المؤمنين يشهدون تغيّر حالهم بعد التوجّه الصادق للإمام، إذ تنحلّ العقد ببركته.
صفاء القلب والإلهام الإيماني: من يتوسّل بالإمام يُلهم الحكمة والبصيرة، فيعرف طريقه ويُحسن اختياراته.
الحفظ من الزلل: الإمام هو راعي الأمة، ومن التجأ إليه بإخلاص حفظه الله من الانحراف والخطأ.
الطمأنينة في البلاء: المؤمن المهدوي يعيش في ظل الرجاء، فلا تزلزله المصاعب، لأنه يعلم أن وليَّ الله معه.
رابعاً: كيف نُقوّي ارتباطنا بالإمام المهدي
كثرة الدعاء له بالفرج: قال الإمام المهدي (عجل الله فرجه) “أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم.”
قراءة دعاء العهد ودعاء الندبة بروح الارتباط، لا كمجرّد عادة.
الإخلاص في العمل: ليكن كل جهدٍ نقوم به خطوة في خدمة الإمام وأهدافه.
إحياء الأمل في النفس والمجتمع: فالمهدي هو رمز الأمل الإلهي، والمنتظر الحق لا يعرف اليأس.
خاتمة
الارتباط بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ليس فقط بابًا للنجاة، بل هو سرّ التوفيق في كل ميادين الحياة. من أحبّ الإمام بحق، وسار على نهجه، وأخلص في انتظاره، أغدق الله عليه من توفيقاته ما لم يحتسب.
فليكن شعارنا دائمًا:
يا صاحب الزمان، اجعلنا من الموفّقين لرضاك، ومن العاملين في طريقك، ومن المنتظرين لظهورك

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1278 Seconds