المقدمة

العلم والمعرفة هما ركيزتان أساسيتان لبناء مجتمع عادل ومتوازن، وقد أكد الإسلام على أهميتهما في القرآن والسنة.

الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) ليس مجرد قائد سياسي وروحي، بل معلم عالمي وناشر للمعرفة والوعي، بحيث تتسع دائرة التعليم لتشمل كل البشريّة وفق منهج رباني.

أولًا: دور الإمام المهدي في نشر العلم

الاهتمام بالعلوم الدينية

نشر معرفة العقيدة الصحيحة، وفهم الشريعة الإسلامية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

تعليم الناس كيفية تطبيق القيم الدينية والأخلاقية في حياتهم اليومية.

الارتقاء بالعلوم العقلية والطبيعية

تشجيع البحث والاكتشاف في مجالات العلوم والتكنولوجيا بما يخدم البشرية.

ربط العلوم بالطاقة الروحية والأخلاقية، بحيث يصبح التعليم وسيلة لخدمة الإنسان والخليقة.

التعليم للجميع بلا تفرقة

إتاحة المعرفة لجميع البشر، بغض النظر عن الأصل أو الدين أو الجنس، بما يعكس روح العدالة والشمولية المهدوية.

ثانيًا: العلاقة بين العلم والعدالة في عصر الإمام

العلم ليس غاية بمفرده، بل أداة لتحقيق العدالة الإلهية:

تمكين الإنسان من فهم حقوقه وواجباته.

الحد من الجهل والفقر والمعاناة، الذي يعد من أسباب الظلم الاجتماعي.

تشكيل مجتمع واعٍ وقادر على اتخاذ القرارات الصحيحة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.

ثالثًا: التعليم والقيادة العالمية

في عصر الإمام المهدي، يصبح التعليم أداة للتوجيه الروحي والسياسي والاجتماعي:

توعية القادة والمسؤولين

لرفع كفاءتهم ومصداقيتهم، وضمان إدارة عادلّة وشفافة.

تهيئة المجتمع المدني

تعليم الأجيال الجديدة القيم الأخلاقية والاجتماعية، بحيث تكون قاعدة صلبة لدولة العدل.

نشر المعرفة الكونية

التعليم لا يقتصر على الإنسان فقط، بل يشمل فهم النظام الكوني والطبيعة، والتوازن بين العلم والتقوى.

رابعًا: أثر التعليم العالمي المهدوي

خلق مجتمع واعٍ، مثقف، وعادل.

القضاء على الجهل والتمييز والفساد.

تعزيز الوحدة البشرية على أسس المعرفة والفضيلة.

إحياء روح البحث والابتكار لخدمة الإنسان والكون، وليس لاستغلال الآخرين.

الخاتمة

الإمام المهدي (عج) سيُعيد تعريف التعليم في العالم، بحيث يصبح وسيلة للهداية والعدل والتقدم الروحي والمادي في آن واحد.

العلم في عصره ليس مجرد نقل معلومات، بل نهج حياة يُؤهل الإنسان ليكون شريكًا في بناء مجتمع الإيمان والعدالة