بين رؤيتين مختلفتين.. هذا هو المهدي (عج)!

, منذ 5 سنة 1K مشاهدة

السيد سامي البدري

يعتقد الشيعة: ان القائد الموعود هو محمد بن الحسن العسكري الذي ولد سنة 256 هجرية وقد نص ابوه الحسن العسكري على امامته، ثم غاب المهدي بإذن الله تعالى غيبتين صغرى وكبرى نظير غيبتي عيسى.

الاولى: وهي الغيبة الصغرى كانت حين انجاه الله تعالى من مكر السلطة العباسية فكان يعيش حالة الاختفاء منذ ولادته حيث اخفاه ابوه وبعد وفاة ابيه سنة 261 صار يوجه شيعة ابيه بواسطة وكلائه النواب الاربعة الذين استمرت نيابتهم تسعا وستين سنة تقريبا (261-329).

 الثانية: وهي الغيبة الكبرى التي بدأت بعد موت النائب الرابع علي بن محمد السمري وقد اخبر الشيعة عند موته بعدم وجود نائب خاص بعده حتى يظهر الله تعالى وليه في آخر الزمان.

ويرى أهل السنة: ان المهدي لم يولد بعد بل يولد في اخر الزمان.

والقول الفصل فيما اختلف فيه الشيعة عن السنة بشأن القائد الموعود، وهل ولد حقا وانه ابن الحسن العسكري او هو سوف يولد في المستقبل ؟ يكون من خلال التحقيق في مسالة وجود اوصياء معصومين للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وان شيعة هؤلاء الاوصياء مصدَّقون في النقل عن ائمتهم شانهم في ذلك شان اتباع المذاهب الاخرى حينما ينقلون عن ائمتهم مسائل الفقه ومسائل التاريخ الخاص بهم.

وقد اجمع جمهور الشيعة منذ اقدم عصورهم على ان ائمتهم قد نص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليهم وبين عددهم وان الائمة قد نص السابق منهم على اللاحق وان الحسن العسكري اخبر انه له ولد وانه وصيه وانه المهدي المنتظر.

وقد استدل الشيعة على مسألة النص من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على الامامة الالهية لأهل بيته بحديث الثقلين وحديث السفينة واستدلوا على عددهم بحديث الاثني عشر واستدلوا على ان اول الائمة الالهيين هو علي ثم الحسين ثم الحسين بحديث الغدير وحديث المنزلة وحديث الكساء وحديث الحسن والحسين سبطان من الاسباط وكلها مروية في الحديث السنية المعتبرة.

اما امامة التسعة من ذرية الحسين فقد استدلوا عليها باحاديث الوصية في كتب الشيعة المعتبرة كقول الامام الباقر عليه السلام:

(يكون تسعة أئمة من ذرية الحسين بن علي تاسعهم قائمهم) رواه الكليني.

وقول الامام الصادق عليه السلام:

(أترون ان الموصي منا يوصي إلى من يريد لا والله ولكنه عهد معهود من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى رجل فرجل حتى انتهى إلى نفسه).

وفي لفظ آخر:

(إلى ان ينتهي إلى صاحب هذا الامر[1]).

وبالواقع التاريخي الذي تميزت به سيرة هؤلاء التسعة من وراثة الجامعة والجفر التي كتبها علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في لقاءاتهما الخاصة وما جرى على يدهم من الاخبار بالمغيبات والكرامات التي لا يجريها الله تعالى الى علي يد اصفيائه المؤيدين بتأييد خاص منه.

وقد حاول الاخوة من اهل السنة رد فكرة النص من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)على الائمة (عليهم السلام) وعلى اولهم علي بمنع دلالة او تضعيف اسانيد النصوص النبوية التي يستشهد بها الشيعة على دعواهم، وقد قابلهم علماء الشيعة بمناقشة ردودهم وبيان خطئها.

وقد حاول البعض من فرق الشيعة وبخاصة الزيدية رد فكرة الاثني عشرية وقابلهم علماء الشيعة بالرد عليهم.

وحاول بعض المعاصرين من الكتاب رد فكرة ولادة المهدي بدعوى ان القائلين بذلك هم واحد من اثني عشرة فرقة انقسمت اليها شيعة الحسن العسكري استنادا الى كتابي فرق الشيعة للنوبختي والمقالات والفرق للأشعري الشيعي وقد اجبنا عن ذلك مفصلا في كتابنا حول امامة اهل البيت ووجود المهدي عليه السلام.

 

[1] الكافي ج 1 ص 277 الروايات 1-4. وأيضا بصائر الدرجات للصفار ص470 الروايات 1-10، 12.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0618 Seconds