هل أن الإمام المهدي (عج) سوف يقتل على يدي إمرأة ؟

, منذ 3 ساعة 69 مشاهدة

الملاحَظ في هذا السؤال أنه ينقسم على جهتين أساسيتين: الجهة الأولى تتعلَّق بشهادة الإمام المهدي (عليه السلام)، والجهة الأُخرى تتناول رواية المرأة من بني تميم؛ ولذلك يكون البحث في مقامين إنْ شاء الله تعالى.

المقام الأوَّل: شهادة الإمام (عليه السلام).

إنَّ المستفاد من جملةٍ من الروايات المعتبرة والمؤيَّدة بكلمات الأعلام: أنَّ النبيَّ (صلَّى الله عليه وآله) وسائر المعصومين (عليهم السلام) قد خرجوا من الدنيا بالقتل أو السُّم، ومنهم سيِّدنا ومولانا الإمام المهدي (عليه السلام)،.

وهذا العموم الوارد في تلك الروايات لا يرد عليه أيُّ مخصِّص ـ لا لفظياً ولا لُبِّياً ـ يقتضي استثناء الإمام المهدي (عليه السلام) منها كما هو بيِّن. وعليه، فإنَّ الإمام المهدي (عليه السلام) يكون ـ كآبائه المعصومين (عليهم السلام) ـ إمَّا مقتولاً بالسيف أو مسموماً، كما هو مقتضى الأخبار الشريفة.

 

المقام الآخر: رواية المرأة التميميَّة.

وهي ما ذكره الشيخ محمَّد جعفر الاسترآباديُّ المتوفَّى عام (1263هج)، ونصُّه: (ثمَّ اعلم أنَّ كيفية الرجعة إجمالاً ـ كما أفيد ـ أنَّه إذا كانت السنة التي يظهر فيها قائم آل محمَّد (صلَّى الله عليه) وقع فيها قحطٌ شديد ... إلى قوله: ومدَّة ملكه سبع سنين، يطوِّل الله الأيام والليالي حتَّى تكون السنة بقدر عشر سنين؛ لأنَّ الله سبحانه يأمر الفلك باللبوث فتكون هذه مدَّة ملكه سبعون سنة من هذه السنين، فإذا مضى منها تسع وخمسون سنة، خرج الحسين (عليه السلام) في أنصاره الاثنين والسبعين الذين استشهدوا معه في كربلاء وملائكة النصر والشعث الغبر الذين عند قبره، فإذا تمَّت السبعون سنة أتى الحجَّة الموت، فتقتله امرأةٌ من بني تميم اسمها سعيدة، لها لحيةٌ كلحية الرجل، تضربه على رأسه من فوق سطح وهو متجاوز في الطريق، فإذا مات تولَّى تجهيزه الحسين (عليه السلام)) [البراهين القاطعة ج3 ص445].

وفي نقل الشيخ الحائري المتوفَّى (١٣٣٣هج): (فإذا تمَّت السبعون السنة أتى الحجَّة الموت، فتقتله امرأةٌ من بني تميم اسمها سعيدة، ولها لحيةٌ كلحية الرجل بجاونِ صخرٍ من فوق سطح وهو متجاوز في الطريق، فإذا مات تولَّى تجهيزه الحسين (عليه السلام)) [إلزام الناصب في إثبات الحجَّة الغائب ج2 ص ١٤٦، وعنه الإمام المهدي من المهد إلى الظهور للسيِّد القزويني ص638].

 

ويُمكن تسجيل بعض الملاحظات على هذه الرواية:

1ـ الظاهر أنَّ الشيخ الاسترآباديّ (قدِّس سرُّه) هو أوَّل من ذكر هذا النص، وقد تابعه على ذلك بعض الأعلام كما سبقت الإشارة إليه، من غير أنْ يَثبت له شاهدٌ معتبرٌ في المصادر الحديثيَّة الأُخرى.

2ـ كما أنَّ الرواية صادرةٌ عن بعض العلماء وليس عن المعصومين من أهل البيت (عليهم السلام)، الأمر الذي يخرجها عن إطار الروايات القابلة للاعتماد في بناء العقائد أو تقرير الحقائق.

ومع ذلك، فلو سلَّمنا بصحَّة ما نُقل، فهي لا تتضمَّن ما يمسُّ مقام صاحب العصر والزمان (عجَّل الله فرجه)، رغم ذكر مقتلِه على يد امرأةٍ خبيثةٍ تُسمَّى (سعيدة)، إذْ لا يُعدُّ ذلك قدحاً في مقامه الشريف، فله في ذلك أسوة بجدِّه النبي المصطفى (صلَّى الله عليه وآله) وبعمِّه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) اللذين ثبت في محلِّه أنهما قد تعرَّضا للغدر والقتل على يد بعض الأزواج، كما هو واضح.

وأمَّا عن كونها ذات لحية فهو وإنْ لم يكن أمراً شائعاً ولكنه ليس غريباً أو مستحيلاً طبياً، وذلك فيما لو كان هناك اضطرابٌ في الهرمونات، أو تأثُّرٌ بالعوامل الوراثية أو غير ذلك.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1445 Seconds