العلاقة العظيمة بين الإمام المهدي وجده الحسين (صلوات الله عليهما)

, منذ 8 ساعة 66 مشاهدة

إن العلاقة بين الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وجده الإمام الحسين (عليه السلام) علاقةٌ عميقةٌ ومتشابكة من عدة جوانب: النسب، والنهج، والهدف، والعاطفة، والرسالة الإلهية. هذه العلاقة ليست فقط علاقة نسبية بين حفيد وجدّه، بل هي أيضًا امتدادٌ لمسيرة الجهاد والحق، وتجسيدٌ لمشروعٍ إلهي واحد ابتدأه الإمام الحسين بدمه، ويُتمّه الإمام المهدي بظهوره وعدله.

في هذا المقال، نعرض العلاقة من خمسة محاور رئيسية:

1. العلاقة النَسَبِيّة

الإمام المهدي هو الحفيد التاسع للإمام الحسين (عليه السلام)، ويعود نسبه إليه من جهة أبيه الإمام الحسن العسكري، وهو من سلالة علي وفاطمة (عليهما السلام). ورد في الحديث الشريف:

«هو التاسع من ولد الحسين، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً...»

— (كمال الدين، للشيخ الصدوق)

فالنسب الشريف يربط بين الإمام المهدي والحسين بعروة لا انفكاك لها، ويُعدّ هذا النسب أحد أوصافه الأساسية في الأحاديث.

2. الامتداد في النهج والرسالة

كلا الإمامين يحملان راية الإصلاح:

الحسين (ع) قال:

«إنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله...»

والإمام المهدي (عج) يخرج أيضًا بالإصلاح، لكنه يُتمّه على مستوى عالمي، حيث ورد:

«يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا»

الإمام الحسين بدأ الثورة ضد الظلم بدمه، والإمام المهدي يُكمّل الثورة ويحقق غايتها بالعدل الإلهي على الأرض. فكلاهما إصلاحيان، لكن الأول بالدم، والثاني بالسيف والنظام.

3. العاطفة والحزن

الإمام المهدي يكنّ حزنًا بالغًا لجده الحسين، ويظهر ذلك في زيارة الناحية المعروفة:

«لأندبنك صباحًا ومساءً، ولأبكينّ عليك بدل الدموع دمًا...»

وفي زياراته الخاصة للإمام الحسين (عليه السلام)، يتجلى حزنه وبكاؤه، كما في زيارة الناحية المقدسة المنسوبة إليه، والتي يرثي فيها جده بعبارات تهزّ القلوب، منها:

« السلام على من نكثت ذمته، السلام على من هتكت حرمته، السلام على من أريق بالظلم دمه، السلام على المغسل بدم الجراح، السلام على المجدع بكأسات الرماح....»

الحزن العميق من الإمام المهدي يعكس مدى الترابط الروحي والوجداني، ويُجسد استمرار التألم من مظلومية كربلاء حتى آخر الزمان.

4. الشهادة والظهور: علاقة الدم بالعدل

الشهادة الحسينية هي حجر الأساس لظهور الإمام المهدي.

والمقصود هنا أن مظلومية الإمام الحسين (ع) ستكون محور نداء القائم (عج)، كما

في رواية:

«أول ما يظهر المهدي، يُنادي: يا أهل العالم، إن جدي الحسين قد قُتلوه عطشانًا...**

فكأن رسالة الإمام المهدي تبدأ من كربلاء، ويُعلن من خلالها دعوته العالمية.

5. الظهور وطلب الثأر

من أهداف الإمام المهدي الكبرى: الطلب بثأر الإمام الحسين، فقد ورد

في الأدعية:

«اللهم اجعلني من الطالبين بثأر الحسين (عليه السلام) مع إمام منصور من آل محمد.»

هذا الطلب بالثأر لا يعني الثأر الشخصي، بل إقامة العدل الإلهي وفضح الظلم التاريخي. المهدي يُعلن انتصاره للحسين من خلال تطهير الأرض من كل ظلم وظالم.

الخاتمة

العلاقة بين الإمام المهدي (عج) والإمام الحسين (ع) تمثل سلسلة متصلة من العطاء الإلهي:

الإمام الحسين ضحّى بنفسه ليبقى الدين،

والإمام المهدي يظهر ليُعيد الدين نقيًّا كما أنزله الله.

فكربلاء هي البداية، والظهور هو الخاتمة، والمشروع واحد: نصرة الله في الأرض.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0716 Seconds