نُسِبَ إلى الشهيد الصدر (رحمه الله) أنَّ الإمام غاب هذه الغيبة الكبرى؛ لأنَّه بحاجة إلى الخبرة والتكامل، ولا يتمُّ ذلك إلَّا برؤية الحضارات المتتالية كيف تهوى واحدة وتقوم أُخرى.
ولكنَّنا نتنظَّر في هذه النسبة له (قدّس سرّه)، فهو وإن ذكرها؛ ولكنَّه لم يتبنّها؛ بل بيَّن المبرِّر الذي دفعه للإجابة بهذا الجواب، وهو ردُّ شبهات الخصم، والمتساهلين والمشكّكين وفق قواعد علم الاجتماع التي يُسلِّم بها الجميع، فقال (رحمه الله):
(إنَّ الناس لا يريدون أن يسمعوا جواباً غيبياً، أي إنَّهم يطالبون بتفسير اجتماعي للموقف، على ضوء الحقائق المحسوسة لعملية التغيير الكبرى نفسها)(١).
وإلَّا فالمسألة عنده واضحة أنَّها مرتبطة بالغيب.
ولو فُرِضَ أنَّ الشهيد الصدر (رحمه الله) قد ذهب إلى هذا القول، فإنَّه مردود مدفوع ومخالف لعقيدة الإماميَّة الأبرار في الإمام المعصوم (عليه السلام)، فهو قرين القرآن وعِدله، وعنده علم ما في الكتاب كلُّه، ويعلم ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة؛ فلا يحتاج إلى تكامل عن طريق تكامل الحضارات؛ بل هو الإنسان الكامل الذي أمدَّه الله بجميع أدوات المعرفة والفضل من حين ولادته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : معالم مهدوية ـ تأليف : الشيخ نزار آل سنبل القطيفي
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة