ما هي وظيفة النبي عيسى وأهل الكهف وسلمان المحمدي في دولة الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 1 سنة 862 مشاهدة

من الطبيعي أن العاملين المسؤولين في الدولة التي سيقودها الإمام المهدي (عليه السلام) يجب أن يكونوا من كبار وصلحاء الأمة. من هذه الجهة نرى الروايات تحكى أن هيكل دولة الإمام المهدي (عليه السلام) يتكون من الأنبياء وخلفائهم والأتقياء وصالحي العصر والأمم السابقة، ومن رؤوس وكبار أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وتذكر أسماء يتكون من بعضهم.

ذكر للنبي عيسى مهام عديدة في الروايات مثل وزير نائب وعامل على الأموال في دولة الإمام (عليه السلام).

عن كعب يقول النبي عيسى (عليه السلام) للقائم: «فإنما بعثت وزيراً ولم ابعث أميرا »(1).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله): «وهو - أي عيسى - الوزير الأيمن للقائم وحاجبه ونائبه (2).

وعنه (صلى الله عليه وآله) : «ينزل عيسى.  ويقبض أموال القائم ويمشي خلفه أهل الكهف» (3).

وعن الصادق (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله)، استخرج من ظهر الكعبة سبعة عشر رجلاً خمسة من قوم موسى الذين يقضون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أصحاب الكهف، ويوشع وصي موسى، ومؤمن آل فرعون وسلمان الفارسي، وأبا دجانة الأنصاري ومالك الأشتر (4).

ذكر عددهم في رواية سبعة وعشرون شخصاً، وقوم موسى أربعة عشر شخصاً(5)، وفي رواية ذكر المقداد (6) .

وعن الإمام علي (عليه السلام): «وتقبل الجيوش أمامه، ويكون همدان وزراؤه (7).

وعن ابن العربي: وله رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء يجمعون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله  تعالى(8).

وعن ابن عباس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أصحاب الكهف أعوان المهدي »(9).

ويقول الحلبي، إن أهل الكهف كلهم أعجام ولا يتكلمون إلا بالعربية، وإنهم يكونون وزراء المهدي (10) .

نستنتج من الروايات السابقة أن ثقل الحكومة الكبير وإدارة البلاد الإسلامية لا يمكن جعله على عهدة أي شخص، بل يجب أن تلقى المسؤولية على عاتق أفراد جربوا مراراً. وثبتت أهليتهم في تجارب مختلفة لعله لهذا السبب نرى أن النبي عيسى الذي هو أحد الأنبياء من أولي العزم على رأس وزراء دولة الإمام المهدي (عليه السلام). ومن جملة المسؤولين البارزين في دولته سلمان الفارسي، المقداد، أبو دجانة ومالك الأشتر الذين تولوا مسؤوليات بجدارة في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل قبيلة همدان التي هي نقطة مضيئة في التاريخ الإسلامي وفي حكومة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) هم أيضاً من مسؤولي هذه الحكومة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الملاحم، ص ۸۳ ابن حماد الفتن، ١٦ .

(2) حلية الأبرار، ج۲، ص ٦٣٠. غاية المرام، ص ٦٩٧ .

(3) نفس المصدر.

 (4) العياشي، التفسير، ج ۲، ص ۳۲ دلائل الإمامة، ص ٢٧٤ مجمع البيان، ج۲، ص ٤٨٩ . الإرشاد ص ٣٦٥ كشف الغمة، ج ۳، ص ٢٥٦. بحار الأنوار، ج ٥٢ ، ص ٣٤٦. (5) إثبات الهداة، ج ۳، ص ٥٧٣ .

(6) المقداد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) روي في منزلته كما في بعض الروايات أن الله تعالى يرزق الناس ويساعدهم وينزل عليهم المطر بفضل سبعة أشخاص منهم المقداد، بحار الأنوار ٣٤: ٢٧٣.

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الله أمره بحب أربعة علي (عليه السلام)، المقداد أبي ذر وسلمان. وفي رواية الجنة مشتاقة للمقداد. وهو قد هاجر هجرتين وشارك في حروب عديدة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد قال للرسول (صلى الله عليه وآله) لن نقول لك كما قالت بنوا إسرائيل لموسى إذهب أنت وربك فقاتلا بل نقول إنا معك مقاتلون لهذا التعليق تتمة لم تترجم فراجع.

(7) عقد الدرر، ص ۹۷ همدان قبيلة في اليمن. أرسلوا رسولاً لهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله) . بعد معركة تبوك وأرسل لهم النبي (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) لدعوتهم إلى الإسلام بعد قراءة رسالة التي أسلموا جميعاً، فأرسل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) خبرهم وسلم على همدان ثلاث مرات، فلما التي شكراً لله مدحهم الإمام علي (عليه السلام) . عندما دعى أمير المؤمنين (عليه السلام) الناس لحرب معاوية اعترض رجل فهجموا عليه وقضوا عليه لكماً وركلاً فدفع هديته

كانوا في الجناح الأيمن في حرب صفين وأظهروا شجاعة ومقاومة كبيرتين، وقتل منهم وجرح مائة وسبعون شخصاً، وكانوا مطيعين دائماً للإمام (عليه السلام) أنظر تنقيح المقال، ج۲، ص ٢٤٥ اسد الغابة ، ج ، ص ٤٠٩ إبن الأثير، الكامل ، ج ۱، ص ٢٦ ، ٢٩، ٣٠. العقد الفريد، ج ٤ ، ص ٣٣٩. وقعة صفين، ص ٢٧٤ ٤٣. ۲۹۰، ۲۵۲ ۳۲۹

(8) نور الأبصار، ص۱۸۷ - الوافي، ج ۲، ص ١١٤. نقلاً عن الفتوحات المكية.

(9) الدر المنثور، ج ٤، ص ٢١٥ المتقي الهندي البرهان ص ١٥٠ العطر الوردي .

(10) السيرة الحلبية، ج ۱، ص ٢٢ منتخب الأثر، ص ٤٨٥ .

العاملون في دولة المهدي (عليه السلام)

المصدر: جولة في حكومة الإمام المهدي عليه السلام، الشيخ نجم الدين الطبسي، ص208-211.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0748 Seconds