فوائد غيبة الإمام المهدي (عج) في بناء المجتمع الإسلامي

, منذ 1 سنة 411 مشاهدة

فوائد الانتظار في بناء المجتمع الإسلامي من جهات مختلفة ونجيب عن أسئلة الذين لا يعتبرون لوجود الإمام في عصر الغيبة فائدة وثمرة، وأنه وجود شخصي. على أمل أن نتعرف بمطالعة هذه المقالة فوائد وجود الإمام خلف ستار الغيبة.

ماضي البحث وتاريخه: منذ غياب الإمام القائم (عليه السلام) عن الأعين وبدء حياته خلف ستار الغيبة، كانت أسئلة كثيرة تدور بين المتطلعين إلى مسائل الغيبة وكثير من هذه الأسئلة ذكرت المؤلفات المرتبطة بإمام العصر في القرن الرابع والخامس، وأجاب عنها العلماء أجوبة مناسبة.

الصدوق أحد محدثي الشيعة العظام الذي توفي عام ٣٠٥ للهجرة، تحدث في كتابه كمال الدين عن المسائل المرتبطة بالغيبة.

وهناك محدث آخر هو (النعماني) الذي عاش في القرن الخامس الهجري تحدث أيضاً عن غيبة الإمام (عليه السلام)، وهكذا أستاذ الشيعة المرحوم الشيخ الطوسي المتولد عام ٣٨٥ للهجرة والمتوفى عام ٤٦٠ حقق بشأن هذه المسائل في كتبه.

 فليست هذه الأسئلة حول المهدي (عليه السلام) جديدة ومستحدثة بل مرّ عليها ألف عام أو أكثر، وطبعاً ليست الأجوبة جديدة أيضاً، بل لها عمر طويل كتلك الأسئلة، وكل ما في الأمر هو أن الأجوبة اتخذت شكلاً خاصاً على طول الزمن وواكبت مقتضيات كل عصر .

شرح السؤال:

من الأسئلة الشائعة حول إمام العصر (عليه السلام) السؤال عن فائدة وجود الإمام الغائب.

وكلنا نعلم أن الأثر البارز لوجود الإمام هو الهداية والإمامة، والسؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف يمكن للإمام الغائب عن الأنظار أن يهدي وبعبارة أخرى بالنظر إلى أن القرآن يعتبر الهداية من خصوصيات الإمام ويقول: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) (سورة الأنبياء: الآية (٧٣) كيف ننتظر أداء هكذا تكليف ثقيل من الإمام الغائب إن الإمام (عليه السلام) هو القائد والزعيم والإمام. ووجود القائد لا يكون مفيداً إلا أن يكون متصلاً بشكل مستمر بأصحابه. فكيف يمكن للإمام الغائب عن الأنظار أن يؤدي دوره القيادي؟

وبعبارة أخرى: إن حياة الإمام (عليه السلام) في زمن الغيبة هي حياة خاصة وليس حياة اجتماعية وفي موقع الزعيم والقائد ومع هذا يجوز لنا أن نسأل ما هو الأثر العام لهذا الإمام المدخر للناس ؟ وما هي الفائدة التي يجنيها الناس من وجوده؟

فهو كنبع ماء الحياة الزلال الموجود في الأعماق حيث لا أحد يصل إليه .

إضافة إلى ذلك هل مفهوم غيبة الإمام (عليه السلام) هو أن وجوده تبدل إلى روح لا مرئية أو أمواج خفية أو أشعة وأمثالها، وهل هذا يوافق العلم؟

إن هذا السؤال سؤال مهم بلا شك، ومن الخطأ أن نظن أنه بقي بلا جواب، ولكن دعونا نجيب أولاً عن الجملة الأولى التي أصبحت سبباً في سوء فهم بعض الجماعات وبعد اتضاحها نجيب عن سائر الأسئلة.

يجب القول بصراحة ليس مفهوم غيبة الإمام (عليه السلام) كما ذكرنا هو وجوده في الغيبة بشكل لامرئي يشبه الوجود الخيالي ويخالف الوجود العيني، بل إن له حياة طبيعية وعينية ووجوداً خارجياً، إلا أنه يعيش مع الناس وفي المجتمعات وفي مناطق مختلفة وإن كان في حياته استثناء قهري عمره طويل فقط.

إنه يعيش في المجتمع البشري بشكل خفي، ولم يدع أحد بشأن غيبته غير هذا وفرق كبير بين المجهول واللامرئي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:  بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين - مقالات لعدد من الفضلاء حول الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، الشيخ جعفر السبحاني، ص37-39.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0763 Seconds