من هم البترية الذين سيقتلهم الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

, منذ 1 سنة 1K مشاهدة

روى الشيخُ المُفيد (رحمَه الله) عن أبي الجارود، عن أبي جعفرٍ (عليهِ السلام) في حديثٍ طويل أنّه " إذا قامَ القائمُ (عليهِ السلام) سارَ إلى الكوفة، فيخرجُ مِنها بضعةَ عشرَ ألفَ نفسٍ يُدعونَ البتريّةَ عليهم السلاح، فيقولونَ له: ارجِع مِن حيثُ جِئت فلا حاجةَ لنا في بني فاطمة، فيضعُ فيهم السيفَ حتّى يأتي على آخرِهم، ويدخلُ الكوفةَ فيقتلُ بها كلَّ مُنافقٍ مُرتاب، ويهدمُ قصورَها، ويقتلُ مُقاتلتِها حتّى يرضى اللهُ عزَّ وعلا. 
الإرشادُ - الشيخُ المفيد (ج2/ص109) 
والبتريّةُ هُم أصحابُ كثيرٍ النوّاء، والحسنِ بنِ صالحٍ بنِ حي، وسالمٍ بنِ أبي حفصة، والحكمِ بنِ عتيبة، وسلمةَ بنِ كهيل، وأبو المقدامِ ثابت الحدّاد. وهُم الذينَ دُعوا إلى ولايةِ عليٍّ (عليهِ السلام)، ثمَّ خلطوها بولايةِ أبي بكرٍ وعُمر، ويثبتونَ لهُما إمامتَهُما، وينتقصونَ عُثمان وطلحةَ والزّبير، ويرونَ الخروجَ معَ بطونِ ولدِ علىٍّ ابنِ أبي طالب، يذهبونَ في ذلكَ إلى الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المُنكَر، ويُثبتونَ لكلِّ مَن خرجَ مِن ولدِ علي عليهِ السلام عندَ خروجَه الإمامة). 
اختيارُ معرفةِ الرجال (رجالُ الكشي) - الشيخُ الطوسي (ج3/ص81) 
وإنّما سُمّوا بالبتريّةِ لأنّهم بتروا مِن أمرِ سيّدةِ نساءِ العالمينَ فاطمة الزهراء (عليها السلام) وظُلامتِها. 
فقد روى الكشيُّ (رحمَه الله) عن سدير، (قالَ: دخلتُ على أبي جعفرٍ {عليهِ السلام} ومعي سلمةُ بنُ كهيل، وأبو المقدامِ ثابتٌ الحدّاد، وسالمٌ بنُ أبي حفصة، وكثيرٌ النوّاء، وجماعةٌ معهم، وعندَ أبي جعفرٍ عليهِ السلام أخوهُ زيدٌ بنُ عليّ عليهم السلام فقالوا لأبي جعفرٍ عليهِ السلام نتولى عليّاً وحسناً وحُسيناً ونتبرّأُ مِن أعدائِهم ! قالَ: نعم. قالوا: نتولّى أبا بكرٍ وعُمر ونتبرّأ مِن أعدائِهم! قالَ: فالتفتَ إليهم زيدٌ بنُ علي قالَ: لهُم أتتبرّؤونَ مِن فاطمةَ بترتُم أمرَنا بترَكم الله فيومئذٍ سُمّوا البتريّةَ). 
اختيارُ معرفةِ الرجال (رجالُ الكشيّ) - الشيخُ الطوسي (ج3/ص87)
أقولُ وليسَ بالبعيدِ أن يكونَ المُرادُ منَ البتريّة، هوَ المنهجُ والظاهرةُ التي هيَ وصفٌ لكلِّ مَن سارَ على منهجِ التخليطِ بينَ الولايةِ لأهلِ البيتِ عليهم السلام، والولايةِ لأعدائِهم عليهم لعائنُ الله. 
وهوَ في الحقيقةِ منهجٌ معادٍ لمنهجِ أهلِ البيت {عليهم السلام}، والذي يدلُّنا على أنَّ المُرادَ منَ البتريّةِ (الظاهرةُ والمنهجُ وليسَ فئةً خاصّة) رواياتٌ كثرٌ مِنها.
ما رواهُ الصّدوقُ رحمَه الله عن مُحمّدٍ بنِ أبي عمير، عمَّن ذكرَه، عن أبي عبدِ الله عليهِ السلام قالَ: قلتُ له: ما بالُ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السلام لم يُقاتِل مُخالفيه في الأوّل؟ قالَ: لآيةٍ في كتابِ اللهِ تعالى: " لو تزيّلوا لعذّبنا الذينَ كفروا مِنهم عذاباً أليماً"، قالَ: قلتُ: وما يعني بتزايلِهم ؟ قالَ: ودائعُ مؤمنونَ في أصلابِ قومٍ كافرين. وكذلكَ القائمُ (عليهِ السلام) لم يظهَر أبداً حتّى تخرُجَ ودائعُ اللهِ عزَّ وجل فإذا خرجَت ظهرَ على مَن ظهرَ مِن أعداءِ اللهِ عزَّ وجل فقتلَهم. 
كمالُ الدينِ وتمامُ النعمة- الشيخُ الصدوق (ص: 267) 

وما رواهُ السيّدُ الاسترابادي عن أبي جعفرٍ {عليهِ السلام} قالَ: (يخرجُ القائمُ فيسيرُ حتّى يمرَّ بمرءٍ فيبلغُه أنَّ عاملَه قد قُتلَ فيرجعُ إليهم فيقتلُ المُقاتلةَ ولا يزيدُ على ذلكَ شيئاً). 
تأويلُ الآياتِ الظاهرة (ج1/ص402) 
وأمّا ما يشيعُه أعداءُ المذهبِ مِن أنَّ الإمامَ إذا ظهرَ فإنّهُ سيقتلُ الفقهاءَ فهذا منَ الكذبِ الذي لا أساسَ له ولا يمكنُ التصديقُ به بعدَ أن ثبتَ بالرواياتِ المُتواترةِ لزومُ إتّباعِ فقهاءِ آلِ مُحمّد {عليهم السلام}.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0458 Seconds