يُعدّ مقتل النفس الزكيّة من العلامات البارزة التي تحدّثت عنها الروايات الشريفة ضمن السياق العام لظهور الإمام المهدي عليه السلام، حتى عُدَّت من العلامات الحتمية التي لا بُدّ أن تقع قبل قيامه المبارك.
والنفس الزكية – كما تصفها النصوص – شخصية طاهرة، بريئة من كل انحراف، تُقتل ظلماً وعدواناً في مكة المكرمة بين الركن والمقام، في حدث يهزّ الضمير الإنساني ويكشف حجم الظلم والطغيان الذي يسبق الظهور.
وتكتسب هذه العلامة أهميتها من كونها تأتي على مقربة زمنية شديدة من الظهور نفسه، حتى نصّت الروايات على أنها تقع قبل قيام القائم بخمسة عشر يوماً فقط، مما يجعلها بمثابة الإنذار الأخير للعالم بقرب انتهاء عهد الجور وبدء عصر العدل الإلهي.
وفي ضوء ذلك، يبحث هذا المقال في معنى النفس الزكية، وموقعها ضمن علائم الظهور، ودلالاتها العقائدية والإنسانية، إضافة إلى ما تكشفه هذه الحادثة من معاني التضحية والتمحيص الإلهي قبل أن تشرق الأرض بنور الإمام المنتظر عليه السلام.
وإليك بعض الروايات الشريفة التي نصت على الحادثة :
عن الباقر (ع) أن المهدي حينما يخرج يبعث رجلا من أصحابه إلى أهل مكة يدعوهم إلى نصرته فيذبحونه بين الركن والمقام وهي النفس الزكية اكمال الدين بسنده عن محمد بن مسلم أنه قال للباقر (عليه السلام) متى يظهر قائمكم فذكر علامات إلى أن قال وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية.
وفي غيبة الشيخ بسنده عن عمار بن ياسر وذكر علامات خروج المهدي (عج) إلى أن قال فعند ذلك يقتل النفس الزكية وأخوه بمكة.
وعن الباقر (ع) ليس بين قيام القائم (عج) وقتل النفس الزكية أكثر من خمس عشرة ليلة غيبة النعماني بسنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان قلنا بلى يا أمير المؤمنين قال قتل نفس حرام في يوم حرام في بلد حرام عن قوم من قريش والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة قلنا هل قبل هذا من شيء أو بعده من شيء فقال صيحة في شهر رمضان .
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة