7 فوائد لعلامات ظهور الإمام المهدي (عج) ... تعرف عليها

, منذ 4 شهر 396 مشاهدة

العلائم جمع علامة، وهي ما يُنصب في الطرق لاهتداء الناس بها، وعليه فعلائم الظهور في الروايات تُعَدُّ منارات يهتدي بها الناس إلى قرب الظهور الشريف.

ولعلَّ سائلاً يسأل قائلاً: ما هي أهمّية معرفة تلك العلامات بعد ثبوت حتمية الظهور الشريف، ضرورة عدم تأثير هذه المعرفة في تعجيل الظهور أو تأخيره على فرض عدم معرفتها؟

وبعبارة أخرى: إنَّه لا توجد سببية ومسبَّبية ولا علّية ومعلولية بين معرفة العلائم وبين نفس الظهور، وإنَّما تلك العلائم مجرَّد ظواهر حاكية عن قرب ذلك الظهور أو تحقّقه، فما هي فائدة هذه الكاشفية المجرَّدة عن التأثير في أجل الظهور؟

والجواب: بعد ثبوت صدور هذه القراءات والإخبارات المستقبلية عن المعصوم (عليه السلام) تتَّضح المصلحة في تلك الإخبارات، لاستحالة اللغوية في كلام المعصوم، وإن لم نقف على الغرض الواقعي والمصلحة الحقيقية.

بيد أنَّه يمكن تصوير عدَّة أغراض لذكر تلك العلامات منها:

١ - كانت فكرة المهدوية والإصلاح، فكرة استبشر بها الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) وأتباعهم من المؤمنين وبتحقّق كلِّ علامة من العلائم المبشّرة بالظهور، تزداد البشرى في قلوب المؤمنين ويتعمَّق الأمل بالخلاص عندهم فتطمئنّ النفوس بقرب الفرج.

٢ - إنَّ تحقّق العلائم، الواحدة تلو الأخرى يدفع المؤمنين إلى الجدّ والاجتهاد في تفعيل حركة الإصلاح الذاتي والاجتماعي تمهيداً لاستقبال الظهور المبارك.

٣ - إنَّ للظهور الشريف جنبتين، جنبة تبشيرية وجنبة تحذيرية لمنكري هذه الفكرة، وتحقّق العلامات يساعدهم في التخلّص من التشكيك وإنقاذهم من الضلالة التي يُبتلى بها الناس في آخر الزمان كأثر طبيعي لطول الغيبة وكثرة إثارة الشبهات والشكوك - كما هو واضح -، فتحقّق العلامة تلو الأخرى خيرُ منبّهٍ لهؤلاء الغافلين، وجابرٍ للتصدع الفكري والعقائدي الذي يصيب الناس.

٤ - إنَّ تحقّق العلامات لدليل قويّ على صدق الأنبياء والأولياء الذين أخبروا بها، وبالتالي فهو تأكيد على صدق وحقّانية مذاهبهم ومعتقداتهم ودعواتهم، وبعبارة أخرى يكون ذلك حجّة دامغة على ارتباطهم بعالم الغيب ومصدر فيض المعارف والعلوم والحقائق، وهذا له تأثير واضح في سعادة الإنسان أو شقائه فيما إذا التزم أو تمرَّد على تلك المذاهب والأيديولوجيات الإلهية.

٥ - إنَّ مجرَّد ذكر العلائم لهو خير دليل على مدى أهمّية هذه القضيّة وخطورتها فلم يكتف بذكر ملامحها العامّة وإنَّما اهتمَّ أرباب الأديان والشرائع بذكر تفاصيلها بل وحتَّى علائم تحقّقها، وهذا يدفع المؤمنين إلى التعامل مع هذه القضيّة بجدّية واهتمام بالغين بحسب التناسب.

٦ - أضف إلى ذلك وجود فائدة كبيرة ومهمّة، وهي تشخيص أدعياء المهدوية والنيابية والبابية والسفارة، وكشف المتقمّصين لشخصيات عصر ما قبل الظهور والمقارن له، فإنَّ ذكر مواصفات تلك الشخصيات الحقيقية والمزيَّفة على السواء يساهم في تحذير الناس من الانجراف وراء الدعوات الباطلة، وخاصّة دعوات المهدوية التي حُكم في الروايات ببطلانها قبل تحقّق العلامات الحتمية وكذب أدعيائها وافتراءهم.

٧ - هذا ويمكن الاستفادة من كثير من العلائم التي تناولت بعض الظواهر الطبيعية والفيزيائية كالكوارث والفيضانات والسيول والزلازل، وبعض الظواهر الفلكية والنجومية وغيرها ممَّا ستأتي الإشارة إليها في تقسيم العلائم، فإنَّ ذكر هذه العلائم تفيد الناس في توخّي الحذر والاحتياط تفادياً للخسائر.

إذن فذكر علائم الظهور وما قبله، ليس ترفاً فكرياً أو عقائدياً بلا نفع ولا فائدة، وإنَّما هو أمر مهمّ إذا ما وظِّف توظيفاً صحيحاً، وتُرجم إلى ممهّدات للتغيير المنشود في القضيّة، تساهم في صياغة إنسان متَّزن في تعامله مع الأحداث ووقائع الحياة.

كلُّ ذلك بعد الفراغ من صحَّة صدورها وثبوتها، وانسجام مضامينها مع المدركات العقلية والنقلية وذوق الشريعة المباركة، وعدم مخالفتها للقرآن المجيد، وبغير ذلك فليس لها أيّة قيمة موضوعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السفياني حتمٌ مُرّ ـ تأليف: السيّد جلال الموسوي

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0502 Seconds