هل ستكون هناك معارك بين اليماني والسفياني ؟

, منذ 1 سنة 385 مشاهدة

لا ننسى أنّ جبهتي الصراع بين السفياني وبين اليماني ستكونان الشام واليمن، فمن جهته سيكون السفياني مقرّه الشام، وستكون اليمن مأوى اليماني المصلح، وبالتأكيد فإنّ لهذين الموقعين الجغرافيَّين استراتيجيّتهما اللوجستية ابّان الصراع، فالشام معقل الجماعات المتزمّتة أو المعادية فكريّاً لمذهب أهل البيت عليهم السلام إضافة لكون التواجد اليهودي المحاذي لمعقل السفياني أثره في دعم تحرّكات السفياني من أجل تأمين كيانه فضلاً عن كونه ممهّداً لامتداداته في المنطقة.

في حين تكون اليمن معقلاً صالحاً للحركة الإصلاحيّة التي سيقودها اليماني، فاليمن الذي عانى من صراعات الحركات المتشدّدة سيشعر فيما بعد بضرورة التخلّص من تلك الصراعات المتطرّفة، ويجد اليمن أنّه بحاجةٍ إلى دعاوى سلامٍ أكثر من محاولات عنف تطالُ أمنها وسيادتها، فضلاً عن كون هذه الحركات تكون سبباً لعدم الاستقرار في المنطقة، وسينسحبُ هذا الاضطراب على الحياة الاقتصاديّة التي تحتاج إلى ازدهارها المناطق ذات الدخول الفقيرة أو المتوسّطة، فضلاً عن كون اليمن تعيش زيديّتها المغيّبة، فإنّ الزيديّة الحقيقية يمكنها أن تكون جسراً آمناً للعبور إلى شواطئ مذهب أهل البيت عليهم السلام، في حين نجد (الزيديّة السياسيّة) تنحرف عن أصالتها المذهبيّة، وتكون مأوى للحركات المتطرّفة المعادية لأهل البيت عليهم السلام، إلاّ أنّ بذرة الزيديّة ستعين اليمنيّين على استرداد شخصيّتهم المغيّبة في ظلّ الظروف السياسيّة والفكريّة الهائجة، أي أنّ الشخصيّة اليمنيّة ستعيد قراءة الأحداث من جديد، وتطالبُ نفسها بالرجوع إلى ذاتها الحقيقيّة، ثمّ الرجوع إلى عقيدتها الزيديّة دون انحراف، وستكون بوابّةً للدخول إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام، وبذلك فهي أكثر قبولاً لتلقّي ايّة دعوى لمناصرة الإسلام المحمّدي المتمثّل بمذهب أهل البيت عليهم السلام.

هذا إلى جانب أنّ اليمن يشترك مع دولتين يكون فيها أنصار لأهل البيت عليهم السلام، كالمناطق الشرقيّة الجنوبيّة من المملكة العربيّة السعوديّة التي يقطنها شيعةٌ يوالون أهل البيت عليهم السلام بشكل يشهد لهم تاريخهم بكلّ اعتزاز، فضلاً عن عُمان كذلك التي يقطنها شيعة موالون، إضافةً إلى أنّ اليمن يحاذي الشواطئ الأفريقيّة من أثيوبيا والصومال وجيبوتي، وهي مناطق يقطنها مستضعفون يعانون الحياة الاقتصاديّة المتدنّية، فضلاً عمّا يشعره هؤلاء من حرمانٍ وتهميشٍ لدورهم الحياتي بالرغم من مواردهم الطبيعيّة الجيّدة، ممّا يدفعهم إلى تلقّي أيّة دعوة إصلاحيّة بالقبول، ولربّما سينخرطون في التنظيم الإصلاحي الذي يقوده اليماني، خصوصاً إذا قرأنا خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في الإشارة إلى الصراعات السياسيّة القادمة، فقد أشار عليه السلام إلى عدّة أحداث، منها:

غلبة الأندلس على أفريقية، وغلبة الحبشة على اليمن.(1)

فالأندلس إشارة إلى الغرب واستعماره للشعوب المستضعفة في أفريقيا، فضلاً عن غلبة الحبشة على اليمن، والحبشة هي أرتيريا، والغلبة لا تعني بالضرورة الاستيلاء العسكري، بل للغلبة معالم اُخر، كالنزوح السكّاني _ مثلاً _ لليمن من قِبل الأريتيريّين حينما يجدون اليمن موطناً فكريّاً جيّداً، ومناخاً إصلاحيّاً مناسباً، أي بانضمام جماعاتٍ أريتيريّة إلى تنظيماتٍ إصلاحيّةٍ يمنيّة، ولعل بعض هذه المجموعات تنخرط في دعوة اليماني وتنتصرُ لحركته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. مناقب آل أبي طالب/ ابن شهر آشوب: 2/ 309. بشارة الإسلام: 65.
  • السيد محمد علي الحلو

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0866 Seconds