كيف نُميّز بين الإمام المهدي الحقيقي والمدّعين الكَذَبة عند الشيعة؟

, منذ 1 يوم 101 مشاهدة

تعتقد الطائفة الشيعية الإمامية الاثنا عشرية بوجود الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) كإمام معصوم حيّ غائب عن الأنظار منذ سنة 260هـ، وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام. ومع طول غيبته، ظهرت عبر التاريخ جماعات وأفراد ادعوا المهدوية أو النيابة عنه، مما استدعى أن يضع العلماء الشيعة معايير دقيقة للتمييز بين الإمام المهدي الحقيقي والمدعين الكذبة.

أولًا: العقيدة في الإمام المهدي عند الشيعة

هو محمد بن الحسن العسكري، وُلد في 15 شعبان سنة 255 هـ في سامراء، ابن الإمام الحسن العسكري (ع).

غاب عن الأنظار منذ سنة 260 هـ بعد وفاة والده، وتعرف غيبته الأولى بـ"الغيبة الصغرى".

له غيبتان: الصغرى وكانت له فيها سفراء، والكبرى ولا توجد فيها نيابة خاصة.

يظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلماً وجوراً.

ثانيًا: معايير التمييز بين الإمام الحقيقي والمدّعين الكذبة

1. النصوص الدينية: تحديد الهوية بشكل دقيق

الإمام المهدي مذكور باسمه وكنيته وصفاته في الروايات عن النبي (ص) وأهل البيت (ع).

من اسمه محمد بن الحسن بن علي، وأمه نرجس، وأبوه الحسن العسكري، وهو من نسل فاطمة (ع).

→ كل من يدّعي أنه المهدي واسمه أو نسبه أو زمانه أو مولده مختلف، فهو مدعٍ كاذب.

2. الغيبة الكبرى وعدم وجود اتصال مباشر به

بحسب العقيدة الشيعية، الإمام المهدي غائب عن الأنظار ولا يُرى علناً.

لا توجد له نيابة خاصة منذ الغيبة الكبرى (منذ عام 329 هـ).

جاء في توقيع الإمام المهدي للشيخ السمري (آخر السفراء الأربعة):

"فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة، فهو كاذب مفترٍ".

→ من يدّعي أنه يلتقي بالإمام باستمرار أو أنه وكيله الخاص، يُعد كاذباً بنص التوقيع الشريف.

3. علامات الظهور الكبرى

ظهور الإمام المهدي له علامات كبرى لم تتحقق بعد، منها:

خروج السفياني.

الصيحة السماوية في شهر رمضان.

قتل النفس الزكية.

خسف بالبيداء.

الإمام لا يظهر إلا بعد تحقق هذه العلامات.

→ من يدعي الظهور قبل تحقق العلامات الكبرى يُكذّبه تراث أهل البيت.

4. عدم طلب السلطة الدنيوية

الإمام المهدي بحسب الروايات، لا يظهر بطلب للسلطة، بل يظهر بإذن من الله لإقامة القسط.

أما المدّعون الكذبة عادةً يسعون لجمع الأموال أو تكوين جماعات مسلحة.

→ الإمام لا يحتاج إلى جمع الأنصار سراً ولا يجمع الأموال لنفسه، ولا يطلب البيعة في الخفاء.

5. المعجزة والقدرة على تحدي القوانين الطبيعية

من خصائص الإمام الحقيقي عند ظهوره أن يُظهر المعجزات ويملأ الأرض عدلاً.

أما المدّعون الكذبة فلا يملكون هذه القدرة، وغالباً ما يسقطون أمام الاختبارات العقائدية أو العلمية.

ثالثًا: موقف العلماء من مدّعي المهدوية

إن العلماء والفقهاء وعلى مر العصور قد حذّروا من الانخداع بالمدّعين.

وجميعهم أجمعوا أن أي ادعاء بلقاء الإمام أو النيابة الخاصة مردود وغير مقبول.

رابعًا: واجب المؤمن في زمن الغيبة

الثبات على الإيمان بالإمام المهدي.

الدعاء له بالفرج.

الالتزام بالمرجعية الدينية.

الحذر من الشبهات والادعاءات الباطلة.

عدم التسرّع في تصديق أي شخص يدعي المهدوية.

الخاتمة

إن التمييز بين الإمام المهدي الحقيقي والمدعين الكذبة يتطلب فهماً دقيقاً للعقيدة الشيعية في الإمامة والغيبة.

الإمام المهدي لا يحتاج إلى أن يُعرّف نفسه بنفسه قبل تحقق العلامات الإلهية الكبرى، ولن يظهر إلا بإذن الله. وأما المدعون الكذبة، فيفضحهم تضادهم مع النصوص، طلبهم للسلطة، وغياب المعجزات عنهم. والمؤمن مسؤول أمام الله أن يكون واعياً لا يُخدع، متسلحاً بالعلم والورع والتقوى.

 

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0787 Seconds