جرائم السفياني بحق الشيعة وقتل كل شخص إسمه محمد وفاطمة

, منذ 1 سنة 564 مشاهدة

السفياني يمثّل حالات الانحراف ومعالم الظلم، وستكون لهذه الشخصيّة أثرها المهمّ في يوم الظهور، الذي سيكون موقوتاً بحملات السفياني الظالمة، وسيتحرّك الإمام (عليه السلام) على ضوء ما تتركه هجمات السفياني على المناطق الآمنة وترويعه لمئات النّاس الآمنين، وقتلهم وتشريدهم، وسيكون ذلك التحرّك الطائش موجباً لظهور الإمام (عليه السلام) ، وصدّ حملات السفياني هذا، وتخليص المقهورين من ظلمه وبطشه.

وربّ سائل يتساءل: ألم تكن الانتهاكات الظالمة التي تُحدثها سياسات بعض الدول أو الجماعات أو الجهات الارهابيّة التي تسفك الدماء سبباً لظهور الإمام (عليه السلام) وانتصاره لهؤلاء المظلومين الذين تنتهكهم هذه الخروقات المحمومة؟ وهل سيكون السفياني وحده فقط ممثّلاً للانتهاكات الصارخة التي ترتكب في حقّ الأبرياء؟

وللإجابة على ذلك نودّ الإشارة إلى أنّ السفياني سيمثّل في تحرّكاته هذه أقصى غايات الظلم والبطش، وسيرفع شعارات الإرهاب العلنيّة دون أي سِتار، وسينادي بالإبادة الجماعيّة الشاملة لشيعة عليّ (عليه السلام) ، أي سيكون شعاره قتل شيعة عليّ، لا لشيء إلاّ أنّهم شيعة عليّ فقط، وذلك لكون هؤلاء سيمثّلون الإسلام الحقيقي في زمنٍ تسقط معه كلّ الأقنعة، ويتّضح فيها زيف المدّعيات الاُخرى.

في حين نجد أنّ الدول الجائرة والحركات الدمويّة الارهابيّة ترفع شعارات الاصلاح، وتحرير الإنسان من ظلم الآخرين وإنقاذه ممّا هو فيه من الظلم ومصادرة الحريّات، ومعلوم أنّ لهذه الشعارات (الإصلاحية) أثرها في تمرير سياسات الظلم والعدوان التي تنتهجها هذه الدول والجماعات، وبذلك فلا يُتاحُ للإمام (عليه السلام) التصدّي لهذه الانتهاكات، والإعلان عن كونها ضدّ حقوق الإنسان، ولعلّ في تصدّيه لها ستُثار حوله التساؤلات عن سبب تصديه لهذه الحملات (الإصلاحية) أو الحركات (التحررية) أو الاتّجاهات (الثوريّة)، وهكذا تُستغل هذه العناوين البرّاقة في مواجهة الإمام (عليه السلام) والتكتّل ضدّه، وستكسبُ هذه الدعاوى قسطاً من التأييد الشعبي، أو حتّى الدولي، وسيظهر الإمام (عليه السلام) في موقف (المحارب) للحركات (الإصلاحيّة) هذه.

في حين ستكون حركة السفياني توجّهاً سافراً في البطش والقتل والتنكيل والعبث والإفساد، وسيرفع شعارات الانتقام من آل عليّ وأتباعهم، حتّى ستكون هناك رغبةً عارمة في التصدّي إلى هذا السفياني الذي عاث في الأرض الفساد، وستكون دعوةً حقيقيةً لمساندة كلّ من تصدّى لهذه الانتهاكات، وإيقاف مدّ السفياني وظلمه وبطشه، حيث ستكون لتحرّكات السفياني أثرها في الرغبة للتصدّي ضدّه، خصوصاً إذا عرفنا أنّ انتهاكات سيُحدثها السفياني حين وروده المدينة، فهو يحاول الإساءة لحرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وأهل بيته) متجرّءاً بالانتهاكات التي يرتكبها حين تجاسره على قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومحاولة البحث عن قبر فاطمة الزهراء (عليه السلام) ونبشه.

فقد روى المقدسي في كتابه (البدء والتاريخ) أنّ انتهاكات السفياني تتجاوز حدّاً فاحشاً، حيث يسرد وقائع انتهاكاته منها:

(فيبقرون ­_ أي السفياني وجيشه _ بطون الحبالى، وينشرون النّاس بالمناشير، ويطبخونهم في القدور، ويبعث جيشاً له إلى المدينة فيقتلون ويأسرون ويُحرقون، ثمّ ينبشون(1) عن قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقبر فاطمة (رضي الله عنها)، ثمّ يقتلون كلّ من اسمه محمّد وفاطمة، ويصلبونهم على باب المسجد، فعند ذلك يشتدّ غضب الله عليهم، فيخسف بهم الأرض).(2)

هذه الانتهاكات تؤجّج الغضب والاستنكار لدى النّاس حتّى أنّهم ينتصرون لأي حركةٍ تكن مضادّة لحركة السفياني، وبذلك سيحصل تحرّك الإمام عليه السلام على تأييدات تُمهّدُ لانتصار الإمام عليه السلام وإنجاح مهمّته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ظاهر العبارة أنهم يفتشون عن قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وفاطمة (عليها السلام) لنبشه فلم يستطيعوا.

(2) البدء والتاريخ: 2/ 178.

* المصدر : اليماني راية هدى تأليف السيد محمد علي الحلو (رحمه الله).

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0995 Seconds