هل تم تحديد يوم ظهور الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 2 سنة 595 مشاهدة

السيد منير الخباز

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾

أمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

الآية المباركة تتحدث عن موقف بين النبي وبين الكافرين فالكافرون يطالبون النبي بآية أخرى غير القرآن الكريم ويقولون لا نكتفي في تصديقك والإذعان بنبوتك بالقرآن الكريم أننا نحتاج إلى آية أخرى تضم للقرآن الكريم كي تكون داعم لنبوتك ورسالتك ﴿وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾ «بمعنى آية أخرى غير القرآن الكريم» والنبي  أخبرهم أن هناك آية أخرى أي أن الله تبارك وتعالى لم يدعم نبوته بآية واحدة وهي القرآن الكريم وإنما دعم نبوته بآيتين فهناك آية أخرى غير القرآن الكريم ﴿فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ﴾ بمعنى أن هناك آية أخرى ما زالت في مطاوي الغيب وما زالت في خزائن الغيب ﴿فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾ فما هي الآية الأخرى التي تكافأ القرآن الكريم كما أن القرآن الكريم معجزة لا تقبل الشك والريب وتدعم نبوة النبي  فما هي الآية الأخرى التي تكون معجزة أيضاً ولا تقبل الشك والريب وتدعم نبوة النبي  شرق المفسرون وغربوا في تحديد الآية الأخرى ما هي؟! ولكن لم يصلوا إلى شيء.

الرواية عن الإمام الصادق  حددت لنا ما هي الآية الأخرى التي لا تقل عن القرآن الكريم في الإعجاز وستكون داعم واضح لنبوة النبي  قال: الآية التي ينتظرها النبي وينتظرها الخلق ظهور قائم آل محمد ﴿فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾ وهذا أمر واضح لأنه ظهور الدين على الأرض كلها معجزة كما أن القرآن في حد ذاته معجزة انتشار الدين في الأرض كلها بحيث يصبح الدين الإسلامي دين لكل البشر هو في حد ذاته أيضاً معجزة أخرى فكما أن القرآن معجزة تدعم النبوة ظهور القائم الذي يظهر الدين على الدين كله ويملئ الأرض كلها قسطاً وعدلاً معجزة أخرى لا تقل عن إعجاز القرآن الكريم ﴿فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾.

من هنا ننطلق في الحديث عن القائم المنتظر «عجل الله تعالى فرجه الشريف» من خلال محاور:

المحور الأول: هل أن ليوم الخروج وقت معين لا دور لظروف في تحقيقه أو أن الظروف دخيلة في تحقيق ذلك اليوم؟! فهنا اتجاهان:

الاتجاه الأول: يقول يوم خروج القائم كيوم الساعة وقت معين لا يتقدم ولا يتأخر وليس لظروف دخل في تحقيقه سواء تحققت الظروف أم لم تتحقق إذا جاء اليوم المعين خرج القائم هو كساعة أصحاب هذا الاتجاه يستدلون بعدة روايات من هذه الروايات، ما ورد في تفسير القمي عن الإمام الصادق  في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ قال الإمام الصادق أيام الله ثلاثة: يوم القائم، ويوم القيامة ويوم الموت هذه أيام ثلاثة تأتي في وقت معين.

من هذه الروايات ما ورد أن القائم يصلح الله له أمره في ليلة واحدة ورد عن الإمام أمير المؤمنين  عن النبي : ”المهدي منا أهل البيت يصلح الله له أمره في ليلة واحدة“ ما معنى ”يصلح الله له أمره؟! يعني لم يكن زين وبعد ذلك أصبح زين هذه الرواية موجودة أيضا في كتاب أخواننا أهل السنة في مسند أحمد“ المهدي يصلحه الله في ليلة واحده ”بعضهم رأيتهم في بعض القنوات يقول المهدي كان رجل غير صالح وأصبح صالح في ليلة واحدة كأنه يريد أن يقول بأن الإمامة لا ترتبط بالعصمة ولذلك المهدي راح يكون والعياذ بالله فاسد والله سوف يقبل توبته ويصلحه في ليلة واحدة هذه الرواية عن الإمام علي“ يصلح له أمره «ليس يصلحه هو صالح» في ليلة واحده ”ومعنى أصلاح أمره هناك رواية عن الإمام الصادق  تشرح هذه الرواية، قال: الصادق  أن موسى أبن عمران خرج في ليلة ليقتبس لأهله نار فرجع وهو رسول نبي فأصلح الله له أمره في ليلة واحدة «يعني جعله رسول في ليلة» وكذلك يفعل بالقائم الثاني عشر من الأئمة يصلح له أمره في ليلة واحدة وهو أن الله يجمع له أنصاره وأصحابه في مكة في ليلة واحدة وهي ليلة الجمعة لا يتخلف منهم أحد“ هذا معنى يصلح الله له أمره ليس بمعنى أنه كان فاسد وأصبح زين.

إذاً هذه من الروايات التي استفاد منها البعض أن القائم له وقت معين ليلة معينة وما ورد عن أبي البصير عن الإمام الصادق : ”أن القائم لا يخرج إلا في وتر من السنين“ بمعنى واحد أو ثلاثة أو خمسة.

وما ورد أيضاً عن أبن أبي عمير عن واحد عن الصادق  قال: ”السبت لنا والأحد لشيعتنا والاثنين لأعدائنا والثلاثاء لبني أمية والأربعاء لشرب الدواء والخميس تقضى فيه الحوائج والجمعة يوم عيد وهو أفضل من عيد الفطر والأضحى وفيه يخرج قائم آل بيت محمد“

هذا أول خروج لأنه الإمام له ظهور وله إعلان الظهور، الظهور يوم الجمعة في البيت الحرام بين الركن والمقام ولكن لا يعلن ظهوره إلا يوم السبت المصادف ليوم عاشوراء كما في الروايات الأخرى، إذاً قد يستفاد من هذه الروايات أن للقائم وقت كيوم القيامة لا يتقدم ولا يتأخر وليس لظروف دخل فيه هذا اتجاه.

الاتجاه الثاني: وهو الأصح أن الظروف دخيلة في خروج القائم صحيح كما دلت هذه الروايات أن يوم الخروج يوم معين لكن هذا اليوم، أنيط بظروف معينة بمعنى أن هناك ظروف تساهم في الأعداد لخروجه في ذلك اليوم المعين فخروجه لا ينفصل عن الظروف بل خروجه متفرع على الظروف، فالظروف هي التي تساهم في خروجه في يوم معين لا أنه يوم لا يقبل التقدم والتأخر «لا» هو يوم خاضع للبداء يمكن أن يتقدم يمكن أن يتأخر تبعاً لتحقق الظروف المعينة مثل: الأجل أناس تفكر الأجل خلاص لا يتغير لا الموت كذلك يتغير الموت فيه البداء أنت تستطيع أن تقدم موتك تنتحر تستطيع أن تأخر موتك بالأعمال الصالحة الموت خاضع للبداء «بمعنى خاضع لظروف معينة» ولذلك ورد عندنا في الروايات ”أن المرء ليحين أجله فيتصدق أو يصل رحمه فيمد الله في أجله ثلاثين عاما“

إذاً الموت يوم لكن منوط بظروف وأسباب معينة كذلك خروجه يوم لكنه نابع وتابع لظروف معينة ولذلك يقبل البداء أي يقبل التقديم والتأخير لماذا؟! نحن ما هو دليلانا على هذا الاتجاه؟!

لوجهين:

الوجه الأول: عندنا مجموعة روايات تدل على أن لا وقت له مثلاً:

رواية الفضل بن يسار سأل الإمام الباقر  هل لهذا الأمر وقت؟! قال: كذب الوقاتون.

رواية أبي بصير عن الباقر : ”أنا أهل بيت لا نوقت وأبى الله إلا أن يخالف وقت المؤقتين“.

رواية ثالثة رواية أبي حمزة الثمالي عن الباقر  قال: "أن الله وقت لهذا الأمر سبعين فلما قتل الحسين أبن علي أشتد غضب الله على أهل الأرض فوقته ب140 فلما حدثناكم وأذعتم حديثنا لم يجعل الله له وقت قال تعالى: ﴿يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾إذاً وقت خروجه خاضع للبذاء أي أنه خاضع لظروف معينة إذا تحققت خرج إذا تنجزت تلك الظروف خرج، هذا الوجه الأول.

الوجه الثاني: الدعاء الصحيح المعتبر الوارد ”الهم عجل فرجه“ طيب إذا له وقت معين لا معنى أن نقول «عجل فرجه» صح أو لا؟! إذا هو وقت معين لا يتقدم ولا يتأخر إذاً لا معنى للدعاء نفس هذا الدعاء ”اللهم عجل فرجه“ هو بنفسه دليل على أن وقته قابل لتقديم والتعجيل إذا تحققت ظروفه وتنجزت أسبابه لذلك يقول شخص ماذا يفيد دعائنا؟! يفيد دعائك، الدعاء من أسباب تعجيل خروجه نفس الدعاء دعاء المؤمنين هو من أسباب تعجيل خروجه ومن اسباب تقديم يومه «صلوات الله عليه وعلى أبائه».

إذاً خروج الإمام منوط بظروف معينة ما هي هذه الظروف:

أهمها ظرفان:

الظرف الأول: فشل جميع الإيديولوجيات بمعنى أن البشرية ستجرب جميع الأنظمة السياسية وستجرب جميع الأنظمة الاقتصادية إذا أدركت البشرية فشل جميع الأنظمة وعقم جميع السياسات وأنها ما زالت ترزح تحت الجوع والفقر والخوف من دون خلاص حين إذاً سيكون الظرف مهيأ ومعد لخروج المنتظر «عجل الله تعالى فرجه الشريف»، وهذا تدل عليه روايات منها عن الباقر  قال: "دولتنا أخر الدول ولا يبق قوم لهم دولة إلا ملكوا قبلنا كل أناس يريدوا أن يملكوا سيملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: لو ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء وذلك قول الله تعالى: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾دولتنا أخر الدول.

الظرف الثاني: الظرف الروحي، الظرف الروحي بمعنى: خروج الإمام يحتاج إلى أرضية تنصره وتستعد لدفاع عنه وهذه الأرضية إلى الآن لم تتحقق متى ما تحققت هذه الأرضية بمعنى وجود أنصار مستميتين في الدفاع عن دولة كزبر الحديد متى ما تحققت هذه الأرضية كانت ظرف أخر مؤهل لخروج «صلوات الله وسلامه عليه».

الآن أقرا لك هذه الرواية في رواية أبي خالد الكابلي عن زين العابدين  قال: ”يا أبا خالد أن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته المنتظرين لخروجه هم أفضل أهل كل زمان أهل زمان الغيبة أفضل أهل كل زمان هم المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سراً وجهر“

إذاً هناك جماعة نخبة يعدهم الله تبارك وتعالى لخروجه وهم أقطاب دولته وأركان حكومته «صلوات الله وسلامه عليه»، إذاً الخروج خاضع لظروف وإلى تهيأ الأسباب.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0423 Seconds