هذه بعض الشبهات التي تفضل بالإجابة عنها سماحة العلامة السيد أحمد الحسيني الأشكوري (دام عزه) فيما يتعلق بمواضيع خاصة بالإمام المهدي (عجل الله فرجه)
المهدي فكرة مختلَقة:
إنَّا نتوقَّف في قبول روايات المهدي، لأنَّ فكرة المهدي استُغِلَّت من قِبَل أهل الدنيا، والخلفاء، وسلاطين الجور، فربَّما هذه الروايات اختُلِقَت من قِبَل هؤلاء، لتمرير وتمشية حكمهم على الناس.
أقول: هذه الشبهة روحاً نظير ما قيل: إنَّ الدِّين أفيون الشعوب، فما يُذكر من الجواب هناك جارٍ هنا، هذا هو الجواب الإجمالي.
وجوابه تفصيلاً نقضاً وحلًّا:
أمَّا الأوَّل: فلو تمَّت مثل هذه الشبهة، فينبغي التوقُّف أيضاً في أمر النبوَّة، فإنَّها استُغِلَّت من قِبَل الطوائف المتقدِّمة أيضاً.
وأمَّا الثاني: فإنَّ مجرَّد التسليم بوجود استغلال وإساءة لمثل قضيَّة الإمام المهدي لا يستدعي التوقُّف في القضيَّة المهدويَّة، فكم له من نظير، إذ ما من علم إلَّا وقد استُغِلَّ في مآرب غير صحيحة، فهل يعني ذلك التوقُّف فيه؟ وخير شاهد على ذلك علم الطبِّ مثلاً.
الشبهة الثانية: روايات المهدي تصطدم مع العقل:
أنَّ مجموعة من الروايات المنقولة في شأن المهدي غير معقولة.
وجوابها:
إنْ كان المقصود مجرَّد التعارض بين روايات المهدي وبين ضروريَّات العقل القطعي، فجوابه: أنَّ هذا وإنْ أوجب تضعيف الروايات لكن أنَّى ذلك؟ فلا نعهد وجود مورد يدلُّ على التنافي الصريح. على أنَّه لو سُلِّم ذلك فهو في التفاصيل النادرة التي لا يضرُّ إنكارها في فكرة المهدي على مذهبنا.
وإنْ كان المقصود تنافي الروايات مع العقل الحسِّي، إذ إنَّ قضيَّة الإمام المهدي لا يأنسها العقل الحسِّي، بل يستوحشها، فجوابه: أنَّه كم من مورد يكون منافياً مع العقل الحسِّي، ولا يوجب ذلك رفضه، وعدم الاعتقاد به، إذ كيف للعقل الحسِّي أنْ يُدرك أُموراً لا مسرح له في خوضها واقتحامها، فإنَّ شأنه الخوض في الأُمور المادّيَّة الصرفة، وفي دائرة العلوم الطبيعيَّة. ثمّ إنَّ العقل الظنِّي - على التحقيق عندنا - ليس بحجَّة في حدِّ نفسه، فأنَّى له أنْ يقاوم الروايات الصحيحة السند التي ثبتت حجّيَّتها على وفق المعايير الرجاليَّة المذكورة في محلِّها؟!
ـــــــــــــــــــــــ
المصدر : العقيدة المهدوية (إشكاليات ومعالجات) ـ تأليف : سماحة الأستاذ السيد أحمد الاشكوري.
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة