إنّ قضية أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من أبرز القضايا في الفكر المهدوي؛ إذ تشير النصوص الشريفة إلى أنّهم النخبة المخلصة التي تتشرّف بالتمهيد لنصرته والظهور بين يديه، وهم الحلقة الأولى في مشروعه العالمي لإقامة العدل الإلهي. وقد وردت عن أهل البيت (عليهم السلام) أوصاف دقيقة لهؤلاء الأنصار من حيث العدد، والإيمان، والصفات الخُلقية والجهادية، والارتباط بالإمام.
أولاً: عددهم
اتفقت الروايات على أنّ العدد الأساس لأصحاب الإمام هو (٣١٣)، على غرار أصحاب بدر، وهم القادة والنقباء، ثم تلتحق بهم أعداد أخرى من المؤمنين.
« عن أبي خالد الكابلي، عن سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام قال: المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر »
بحار الأنوار - ج ٥٢ - الصفحة ٣٢٣.
ثانياً: صفاتهم الإيمانية
صفاء العقيدة واليقين
عن الإمام الصادق (عليه السلام):
« رجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان يتمسحون بسرج الإمام عليه السلام يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم....»
بحار الأنوار - ج ٥٢ - الصفحة ٣٠٧ .
ثالثاً: صفاتهم الجهادية
شجاعة لا نظير لها
عن الإمام الصادق (عليه السلام):
« كأن في قلوبهم القناديل ، وهم من خشيته مشفقون ، يدعون بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله . شعارهم يا لثارات الحسين ، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر ، يمشون إلى المولى أرسالاً ، بهم ينصر الله إمام الحق ) . »
بحار الأنوار - ج ٥٢ - الصفحة ٣٠٧ .
قوة خارقة وصلابة في الحرب
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ما كان قول لوط لقومه: * (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) * إلا تمنيا لقوة القائم ولا ركن (3) إلا شدة أصحابه، وإن الرجل منهم يعطى قوة أربعين رجلا، وإن قلبه لأشد من زبر الحديد، ولو مروا بجبال الحديد لقطعوها، لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل.
مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٣٢
- وفي البحار عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنه لو كان كذلك أعطي الرجل منكم قوة أربعين رجلا وجعل قلوبكم كزبر الحديد لو قذفتم بها الجبال فلقتها.
رابعاً: صفاتهم الخُلقية والروحية
العبادة والتهجّد
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «... رجال لا ينامون الليل، لهم دويٌّ في صلاتهم كدويّ النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم » بحار الأنوار - ج ٥٢ - الصفحة ٣٠٧ .
خامساً: مواصفاتهم الاجتماعية
التآزر الشديد فيما بينهم
قال الإمام الباقر (عليه السلام): قال: كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين، ليس من شئ إلا وهو مطيع لهم، حتى سباع الأرض، وسباع الطير تطلب رضاهم [في] كل شئ، حتى تفخر الأرض على الأرض، وتقول: مر بي اليوم رجل من أصحاب القائم....
بحار الأنوار - ج ٥٢ - الصفحة ٣٢٧ .
خلاصة
أصحاب الإمام المهدي (عج) هم النخبة المؤمنة التي بلغت ذروة الإخلاص والعقيدة، جمعوا بين:
اليقين الراسخ،
العبادة العميقة،
الشجاعة الفائقة،
والزهد في الدنيا.
فهم «رهبان بالليل، ليوث بالنهار»، يقودون مشروع العدل الإلهي تحت راية الإمام، وعددهم ٣١٣ يمثّلون الطليعة، ثم يلتحق بهم آلاف الأنصار حتى يملأ الله بهم الأرض قسطاً وعدلاً.
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة