آية قرآنية لم ينزل تأويلها حتى يظهر الإمام المهدي (عج)

, منذ 4 شهر 1K مشاهدة

أوصاف الإمام المهدي عليه السلام الخاصّة نطقت بها الروايات، فهناك أكثر من (١٨٠) لقب واسم وصفة له عليه السلام(1)، منها أنَّه عليه السلام خليفة الله، والخليفة هو الذي يقوم بدور عظيم ويمثِّل الله تعالىٰ في أرضه، يمثِّله في الكمالات، يمثِّله في القدرة، فهو مظهر لأسماء الله تبارك وتعالىٰ.

عقيدتنا هي أنَّ الله تعالىٰ لا يتجسَّد، ولا يحسّ، وليست له جوارح، وإنَّما هو الغني المطلق، والقادر المطلق، والكامل المطلق، والعالم المطلق، ولكن يُعرَف الله تبارك وتعالىٰ بآياته وهم الأئمّة الكرام عليهم السلام، إذن فهو عليه السلام خليفة الله تعالىٰ.

يقول تعالىٰ: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَىٰ الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشركُونَ) (الصفّ: ٩)، أكَّدت الروايات بأنَّه لم ينزل تأويلها بعد، فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنَّه قال: (والله ما نزل تأويلها بعد، ولا ينزل تأويلها حتَّىٰ يخرج القائم عليه السلام، فإذا خرج القائم عليه السلام لم يبقَ كافر بالله العظيم ولا مشرك بالإمام إلَّا كره خروجه حتَّىٰ أن لو كان كافراً أو مشركاً(2) في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله)(3)، فهو عليه السلام نور الله الذي لا يُطفئ، وهو الحافظ لأسرار ربّ العالمين.

ويجب علىٰ الإنسان أن يعرف إمام زمانه لأنَّه من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فمعرفة الإمام هي التي تحافظ علىٰ إسلام الإنسان ودينه، وتصحُّ أعماله بمعرفته، علىٰ الإنسان اليوم أن يعرف أنَّ إمام زمانه هو الحجَّة بن الحسن الثاني عشر من الأئمّة عليهم السلام، المفترض الطاعة، الكامل المعصوم، قد فرض الله تعالىٰ طاعته علىٰ العباد، وجعله إماماً عليهم، كلّ هذه المعارف إذا اجتمعت تجعل من الإنسان شيعياً، أمَّا الشكّ في ولادته عليه السلام فإنَّه يُخرج الإنسان عن التشيّع، الشكّ في كونه عليه السلام معصوماً أيضاً يخرجه عن التشيّع، وهكذا الشكّ في كونه واجب الطاعة وأنَّه معصوم وغير ذلك، كلّ ذلك يُخرج الإنسان عن التشيّع، إذن الذي يحافظ علىٰ تشيّع الإنسان هو هذه المعتقدات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع: النجم الثاقب ١: ١٦٥ - ٢٦٨/ الباب الثاني في أسماء الإمام المهدي وألقابه صلوات الله عليه.

(2) في بحار الأنوار: (حتَّى لو كان كافر أو مشرك).

(3) كمال الدين: ٦٧٠/ باب ٥٨/ ح ١٦؛ بحار الأنوار ٥٢: ٣٢٤/ ح ٣٦.

المصدر : المعارف المهدوية قراءة تمهيدية ـ تأليف: الشيخ علي الدهنين.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0598 Seconds