أسماء المدن التي يمر فيها الإمام المهدي (عليه السلام) أثناء ظهوره

, منذ 1 سنة 2K مشاهدة

تمر مسير الإمام المهدي (عليه السلام) بمحطات مهمة ضمن حركة ظهوره ومن تلك المحطّات لحركة الإمام المهدي (عليه السلام) ومسيرته من خلال عرض الروايات أنَّ هناك عدَّة محطّات للإمام المهدي (عليه السلام):

المحطّة الأولى: مكّة المكرَّمة:

جاء في رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: (إذا أذن الله للقائم بالخروج يبعث الله له جبرائيل ينزل على الحطيم(1)، فيقول جبرائيل: أنا أوَّل من يبايعك، أُبسط يدك، فيمسح على يده، وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجل يبايعونه، ويقيم بمكّة حتَّى يقيم أصحابه عشرة آلاف أنفس)(2).

المحطّة الثانية: المدينة المنوَّرة:

يقول الإمام الصادق (عليه السلام) في الرواية السابقة نفسها: (حتَّى يسير منها إلى المدينة، ويخرج من مكّة حتَّى يكون مثل الحلقة)، قالوا: وما الحلقة؟ قال: (عشرة آلاف رجل، جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، ثمّ يهزّ الراية وينشرها اسمها السحابة، ودرع رسول الله، ويتقلَّد بسيف رسول الله ذو الفقار، ثمّ يسير نحو المدينة، ثمّ ينطلق بعد أن ينصب عاملاً على مكّة، فلمَّا يسير نحو المدينة يبلغه أنَّ عامله في مكّة قد قُتِلَ، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة فلا يزيد على ذلك، ثمّ ينطلق باتِّجاه المدينة، فيدعو الناس بين المسجدين إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله والولاية لعلي بن أبي طالب والبراءة من عدوّه، حتَّى يبلغ البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيخسف الله بهم البيداء)(3).

المحطّة الثالثة: الكوفة:

يقول الإمام الصادق (عليه السلام) في الرواية السابقة: (ثمّ يخرج إلى الكوفة، ويستعمل عليها رجلاً من أصحابه، فيقبل وينزل النجف، كأنّي أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله)، قلت: يكون منزله؟ قال: (نعم، هو منزل إدريس، وما بعث الله نبيَّاً إلَّا وقد صلّى فيه، والمقيم فيه مقيم في فسطاط رسول الله، وما من مؤمن إلَّا وقلبه يحنُّ إليه، وما من يوم وليلة إلَّا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد يعبدون الله فيه، يا أبا محمّد أمَا إنّي لو كنت بالقرب منكم ما صلَّيت صلاةً إلَّا فيه، ثمّ إذا قام قائمنا انتقم الله لرسوله ولنا أجمعين، ثمّ يدخل الكوفة، فلا يبقى مؤمن إلَّا كان فيها أو حنَّ إليها)(4).

الإمام الباقر (عليه السلام) يقول: (لكأنّي أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة وبضعة رجلاً كأنَّ قلوبهم زبر الحديد، جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، يسير الرعب أمامه شهراً وخلفه شهراً، ويمدّه الله بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين، حتَّى إذا صعد النجف قال لأصحابه: تعبَّدوا ليلتكم هذه، فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله، حتَّى إذا أصبح قال: خذوا بنا طريق النخيلة)(5).

هذا كتاب (ينابيع المودَّة) للقندوزي(6) من علماء السُّنَّة يروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قوله: (يملك المهدي (عليه السلام) الناس سبعاً أو عشراً، أسعد الناس به أهل الكوفة).

وأيضاً يروي ابن الصبّاغ(7) في كتابه (الفصول المهمَّة) عن الإمام الباقر (عليه السلام): (إذا قام القائم سار إلى الكوفة، فوسَّع مسجدها، يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له، ويدخل حتَّى يأتي المنبر فيخطب الناس، فلا يدري الناس ما يقول من البكاء، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يُصلّي بهم الجمعة، فيأمر أن يُخَطّ له مسجداً له ألف باب على الغري، ويُصلّي بهم هناك).

المحطّة الرابعة: كابل:

هناك مساران للإمام المهدي (عليه السلام):

المسار الأوَّل باتِّجاه غرب الكوفة، أي باتِّجاه كابول وأفغانستان، وهناك روايات تقول: (ثمّ يتوجَّه إلى كابولشاه(٨) فيفتحها، وهي مدينة لم يفتحها أحد قطّ غيره)(9).

المحطّة الخامسة: الشام:

واتِّجاه آخر إلى الشمال باتِّجاه الشام، حيث جاء في الرواية: (ثمّ يسير من الكوفة حتَّى يأتي العذراء(10) هو ومن معه، وقد لحق به ناس كثير، والسفياني يومئذٍ بوادي النملة، ويقتل يومئذٍ السفياني ومن معه حتَّى لا يدرك منهم مخبر)(11).

المحطّة السادسة: القسطنطينية:

جاء في الرواية السابقة نفسها: (فإذا قام القائم وبعث إلى بني أُميَّة بالشام هربوا إلى الروم، فيقول لهم الروم: لا نُدِخلنَّكم حتَّى تتنصروا، فيُعلِّقون في أعناقهم الصلبان ويدخلونهم، فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح، فيقول أصحاب القائم: لا يوجد صلح، وبعث جنداً إلى القسطنطينية، فإذا بلغوا إلى الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء، فإذا نظر إليهم الروم قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو؟ فعندئذٍ فيفتحون لهم أبواب المدينة فيحكمون فيها بما يريدون)(12).

قصَّة الراهب:

وهنا تأتي قصَّة الراهب التي تقول: (بينما أنتم معسكرين على رومية إذ خرج عليكم راهب من رومية فيقول: أين إمامكم؟ فيقال: هذا. فيقعد إليه ويسأله مسائل ويقول: إنَّ صفتك التي هي عندي وأنت صاحب رومية، فيجيبه عنها، فيسلم هذا الراهب. فيقول له المهدي: ارجع، فيقول: لا أرجع، أنا أشهد أن لا إله إلَّا الله وأنَّ محمّداً رسول الله، فيُكبِّر المسلمون، ويقيم المهدي بأنطاكية سنته تلك، ثمّ يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين لا يمرّون بحصن من بلد الروم إلَّا قالوا عليه لا إله إلَّا الله فتتساقط حيطانه، ويقتل مقاتلته حتَّى ينزل على القسطنطينية، فيُكبِّرون عليها تكبيرات، فيبعث ملك الروم يطلب الهدنة من المهدي، ويطلب المهدي منه الجزية، فيجيبه ملك الروم إلى ذلك غير أنَّه لا يُخرِج من بلد الروم أحد ولا يبقى في بلد الروم أسير إلَّا خرج)(13).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هو جدار الكعبة، وسُمّي بالحطيم لأنَّه تتحطَّم عنده الذنوب.

(2) البحار ٥٢: ٣٣٧/ ب ٢٧/ ح ٧٨، (فيبعث الله جلّ جلاله جبرئيل (عليه السلام) حتَّى يأتيه فينزل على الحطيم، ثمَّ يقول له: إلى أيِّ شيء تدعو؟ فيخبره القائم (عليه السلام)، فيقول جبرئيل (عليه السلام): أنا أوَّل من يبايعك، أُبسط يدك. فيمسح على يده، وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيبايعونه، ويقيم بمكّة حتَّى يتمَّ أصحابه عشرة آلاف أنفس، ثمّ يسير منها إلى المدينة).

(3) المصدر السابق.

(4) منتخب الأنوار المضيئة: ١٩٥، وعنه إثبات الهداة ٣: ٥٨٥، والبحار ٥٢: ٣٨٦.

(5) منتخب الأنوار المضيئة: ١٩٥، وعنه إثبات الهداة ٣: ٥٨٥، والبحار ٥٢: ٣٨٦، عن جابر، عن الباقر (عليه السلام): (كأنّي أنظر إلى القائم (عليه السلام) وأصحابه في نجف الكوفة كأنَّ على رؤوسهم الطير، فنيت أزوادهم وخلقت ثيابهم متنكّبين قسيّهم، قد أثَّر السجود بجباههم، ليوث بالنهار ورهبان بالليل، كأنَّ قلوبهم زبر الحديد، يُعطى الرجل منهم قوَّة أربعين رجلاً، ويعطيهم صاحبهم التوسّم، لا يقتل أحد منهم إلَّا كافراً أو منافقاً، فقد وصفهم الله بالتوسّم في كتابه: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)).

(6) ينابيع المودَّة/ تأليف الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي، وقد تقدَّم الحديث عنه في هذا الكتاب.

(7) الشيخ علي بن محمّد المالكي المكّي المتوفّى سنة (٨٥٥هـ)، ترجم له الحافظ السخاوي في الضوء اللامع ٥: ٢٨٣، وذكر له كتاب (الفصول المهمَّة لمعرفة الأئمَّة)، وترجم له في معجم المؤلِّفين.

(٨) ربَّما تكون (كابولشاه) هي العاصمة الأفغانية (كابل).

(9) البحار ٥٢: ٣٣٧/ ح ٧٢.

(10) الإرشاد للمفيد ٢: ٣٨٢؛ تفسير العيّاشي ١: ٦٤/ ح ١١٧، لعلَّها القرية التي شرقي دمشق وإليها يُنسَب مرج عذرا.

(11) البحار ٥٢: ٣٣٧/ ح ٧٢.

(12) المصدر السابق.

(13) جامع البيان للطبري ١٥: ١٧.

المصدر: الإمام المهدي (عليه السلام) في القرآن والسُّنَّة والعلم، السيّد صدر الدين القبانچي.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0485 Seconds