ما هو المراد بقول الإمام المهدي (عج) أن الإنتفاع به كالإنتفاع بالشمس اذا جللها السحاب ؟

, منذ 11 ساعة 45 مشاهدة

سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن كيفية الانتفاع بالإمام المهدي (عليه السلام) في غيبته ، فقال : ( إي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلّلها السحاب ) ( إكمال الدين 1 / 253 ) .

وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال ـ بعد أن سئل عن كيفية انتفاع الناس بالحجة الغائب المستور ـ : (كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب ) ( إكمال الدين 1 / 207 ) .

وروي أنه خرج من الناحية المقدسة إلى إسحاق بن يعقوب على يد محمد بن عثمان : ( وأما وجه الإنتفاع بي في غيبتي ، فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الابصار السحاب ) ( إكمال الدين 2 / 485 ، الإحتجاج 2 / 284 ) .

ومعناه ان الاستفادة بضوء الشمس ينتفع به ولو كان خلف السحاب، وجميع الموجودات شجرها وإنسانها ونباتها وأرضها، الجميع يستفيدون بنور الشمس كل بقدر ما يحتاج وإن كان خلف السحاب، إنه ينوّر العالم بوجوده ولولاه لا ظلمّت الدنيا ولولاه لما كانت الدنيا مضيئة ولما كانت مستقرّة ولما سكن إليها أحد، وجوده ينير الدنيا ويضيء القلب روحي فداه.

إضافة إلى أن التعبير بالتجليل (يجلّلها السحاب)، في اللغة العربية: السحاب قسموه إلى أقسام: السحاب الممطر والسحاب المجلل، وعند صاحب مجمع البحرين يبين ما مضمونه السحاب المجلّل: هو السحاب الذي يجلل الأرض ويعمها بمطره كأنه المطر الذي يعم، ويسمى مجلل السحاب الذي له مطر يعم وإن كان مستوراً وإن كان غير مرئي لانه مستور مع عموم خيره لجميع الموجودات كالمطر الذي يصيب الغث والسمين ويصيب من ينتفع به من جميع الموجودات.

كما إن الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ينتظرون في كل آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ليكون انتفاعهم بها أكثر ، فكذلك في أيام غيبته (عليه السلام) ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره في كل وقت وزمان ولا ييأسون منه .

وكذلك فإن الشمس قد تخرج من السحاب على البعض دون الآخر ، فيمكن أن يظهر في غيبته لبعض الخلق دون البعض.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.2212 Seconds