ماذا قال الإمام الجواد (عليه السلام) عن المهدي المنتظر (عليه السلام) ؟

, منذ 1 سنة 2K مشاهدة

تواردت كثير من البشارات في الإمام المهدي (عليه السلام) وأنه سيغيب ثم يظهره الله ليملآ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً وأنه ليقضي على أهل الكفر وأهل الفجور وعليه فأنه يجب انتظار ذلك الظهور المبارك فقد روى الشيخ الصدوق (رحمه الله) بسنده عن الشاه عبد العظيم الحسني (رحمه الله) إنه قال: دخلت على سيّدي محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم‌ السلام) وأنا اُريد أن أسأله عن القائم، أهو المهديُّ أو غيره. فابتدأني فقال لي:

«يا أبا القاسم! إنَّ القائم منّا هو المهديُّ الذي يجب أن يُنتظر في غيبته، ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي.

والذي بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله) بالنبوّة وخصّنا بالإمامة، إنّه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوَّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيه، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

وإنَّ اللّه تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة، كما أصلح أمر كليمه موسى (عليه ‌السلام) إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسولٌ نبيٌّ.

ثمَّ قال (عليه ‌السلام): أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج» (١).

وبسنده عن سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم الحسني، قال: قلت لمحمّد بن علي بن موسى (عليه ‌السلام): أني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمّد، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

فقال (عليه ‌السلام): «يا أبا القاسم، ما منّا إلاّ وهو قائم بأمر اللّه عزّ وجلّ، وهاد إلى دين اللّه، ولكنَّ القائم الذي يطهّر اللّه عزّ وجلّ به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلاً وقسطاً، هو الذي تخفى على الناس ولادته، يغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سميُّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وكنيّه.

وهو الذي تطوي له الأرض، ويذلُّ له كلُّ صعب، ويجتمع إليه من أصحابه عدَّة أهل بدر: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من اقاصي الأرض، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّـهَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌) (2).

فإذا اجتمعت له هذه العدَّة من أهل الإخلاص، أظهر اللّه أمره. فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن اللّه عزّ وجلّ. فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتّى يرضى اللّه عزّ وجلّ قال عبد العظيم: فقلت له: يا سيدي فكيف يعلم أن الله قد رضي؟

قال: يلقي في قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما» (3).

وفي حديث الصقر بن أبي دلف، قال: سمعتُ ابا جعفر محمد بن علي الرضا (عليه ‌السلام) يقول:

«إنَّ الإمام بعدي إبني عليّ، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، ثمَّ سكت.

فقلت له: يابن رسول اللّه، فمن الإمام بعد الحسن؟

فبكى (عليه ‌السلام) بكاءً شديداً، ثمَّ قال: إنَّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحقِّ المنتظر.

فقلت له: يا بن رسول اللّه، لم سمّي القائم؟

قال: لأنّه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته.

فقلت له: ولم سمّي المنتظر؟

قال: لأنَّ له غيبة يكثر أيّامها ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، يستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيها الوقّاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلّمون» (4).

وما عن أمية بن علي القيسي قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): «من الخلف من بعدك قال: ابني علي ثم قال أما إنها ستكون حيرة، قال: قلت: إلى أين؟ فسكت ثم قال إلى المدينة قال: قلت: وإلى أي مدينة قال: مدينتنا هذه وهل مدينة غيرها» (5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) كمال الدين: ص ٤٠٥.

(2) سورة البقرة: الآية ١٤٨.

(3) الاحتجاج: ج2، ص 250.

(4) بحار الأنوار: ج51، ص 15٨.

(5) نفس المصدر.

 

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0520 Seconds