ما هو الفرق بين المهدي عند الشيعة والمهدي عن السنة ؟

, منذ 2 سنة 3K مشاهدة

أن المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف الذي اخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هو محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي عليهم السلام ، ولد سنة 255 هـ . بسامراء ، ثم غيّبه الله تعالى ، وهو الذي يرسله الله حيث يشاء لإنقاذ الناس من الظلم ، وإزالة الشرك من على وجه الأرض ، وتقرير التوحيد وعبودية الإنسان لله ، وتحكيم شريعة الله وحدوده في حياة الناس . وهو الذي يقود هذا الانقلاب الكوني الشامل الواسع ، في انتقال القوة من الطبقة المترفة المستكبرة الفاسدة إلى الطبقة الصالحة المستضعفة (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
وقد تواترت الرواية عن أهل البيت عليهم السلام بان المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف الذي بشّر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هو ابن الحسن العسكري ، والثاني عشر من أهل البيت عليهم السلام .
وحديثنا اليوم يتركز حول هذه النقطة بالذات .
ومخاطبنا في هذا البحث أولئك الذين يؤمنون بحجية حديث أهل البيت عليهم السلام ، ويبحثون عن أدلة كافية وواضحة وصريحة في الإثبات العلمي لما يدعيه الإمامية من تعيين وتشخيص المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف .
فان الاختلاف بين الشيعة الأمامية وبين سائر الفرق الإسلامية ليس في أصل قضية (المهدوية). فان المسلمين مجمعون - إلاّ من شذّ منهم - في الإيمان بأن الله تعالى قد إدّخر المهدي عجل الله فرجه الشريف من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لإنقاذ البشرية وللانقلاب الكوني الكبير في حياة الناس … ليس في ذلك شك والروايات النبوية في ذلك صحيحة ومتواترة ، وإنما الخلاف بين الشيعة الأمامية وغيرهم من المسلمين في التشخيص والتعيين فقط .
فان الشيعة الأمامية يذهبون قولا واحدا إلى أن الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف هو محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي المولود سنة 255 هـ . وقد غيّبه الله تعالى لحكمة يعرفها ، وهو الذي ادّخره الله تعالى لنجاة البشرية ، وبشّر به الأنبياء والكتب الإلهية من قبل ، بينما يذهب الآخرون إلى أن المهدي الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لم يولد بعد ، أو ولد في عهد قريب .
والأدلة التي نستدل بها على إثبات عقيدة الإمامية في تشخيص وتعيين الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف على طائفتين :
الطائفة الأولى : هي الروايات العامة التي لا تخص الإمام عجل الله فرجه إلاّ أنها تنطبق بصورة قهرية على عقيدة الأمامية في المهدي عجل الله فرجه الشريف ، ولا نعرف توجيها ولا تفسيرا لها إذا أسقطنا من حسابنا عقيدة الإمامية في هذا الموضوع ، وهذه الروايات صحيحة بالتأكيد وبعضها بالغ حد التواتر في المصادر الإمامية من ناحية رجال السند في مختلف طبقاته ولا مجال للمناقشة فيها من حيث الإسناد  . والإيمان بصحة هذه الأحاديث يؤدي إلى الإثبات العلمي والقطعي لعقيدة الإمامية في تشخيص وتعيين الإمام المنتظر عجل الله فرجه ، وذلك بسبب تطابقها اولا مع ما هو المعروف عند الإمامية، ولانتفاء حالة أخرى تصلح أن تكون مصداقا وتفسيرا لهذه الأحاديث ثانيا .
ونتيجة هاتين النقطتين ( المطابقة والانحصار) ، هي التطبيق القهري والحتمي لهذه الأحاديث على عقيدة الأمامية في تشخيص الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف .
الطائفة الثانية:
الروايات التي تخصُّ الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وهي في الغالب واردة عن أهل البيت عليهم السلام .وقد علمنا أن مخاطبنا في هذا البحث هم الذين يعتقدون بحجية حديث أهل البيت عليهم السلام ، ويعتقدون أن حديث أهل البيت هو إمتداد ورواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

وقد روينا هذه الروايات من كتب القدماء من أصحابنا مثل الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني المتوفي 329 هـ. ، وغيبة النعماني لتلميذ الكليني ، وكامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه المتوفي سنة 368 هـ.، وكمال الدين وتمام النعمة ، وكتاب الأمالي ، وكتاب عيون أخبار الرضا ، وعلل الشرائع لأبي جعفر محمد بن علي الصدوق ابن بابويه القمّي المتوفي سنة 381 هـ. ، وكفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر للخزازي الرازي القمي من تلاميذ الصدوق ، وكتاب الارشاد لأبي عبد الله محمد بن النعمان المفيد المتوفي 413 هـ. ،وكتاب الغيبة لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي 460 هـ. ، ودلائل الإمامة للطبري المعاصر للشيخ الطوسي ، وغيرهم من قدماء أصحابنا المعروفين بالدقة في الرواية والنقل .

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0572 Seconds