إن البحث في موضوع المهدي المنتظر من القضايا المشتركة بين السنة والشيعة، لكن مع اختلاف في التفاصيل والهوية. يتضمن هذا الموضوع استعراض الآيات التي فسرتها الروايات في المهدي المنتظر

ليس هناك آية صريحة تذكر اسم "المهدي" أو تحدده بشكل واضح في القرآن الكريم، لكن هناك عددًا من الآيات التي فسرتها بعض الروايات (خصوصًا عند الشيعة وأحيانًا عند بعض أهل السنة) على أنها تشير إلى المهدي، ومنها:

1. قوله تعالى:

"وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ، وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً، وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" [القصص: 5]

التفسير الروائي:

عند الشيعة: فُسّرت هذه الآية في روايات عن أهل البيت أنها إشارة إلى المهدي الذي يُمكِّنه الله في الأرض بعد استضعاف.

عند بعض المفسرين السنة: التفسير عام ويشمل بني إسرائيل في زمان موسى، لكن بعض الصوفية والعلماء رأوا أن فيها بشارة بالمستقبل المنتظر للعدل.

2. قوله تعالى:

"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ"

[التوبة: 33، الفتح: 28، الصف: 9]

التفسير الروائي:

ورد في مصادر شيعية أن "إظهار الدين على الدين كله" سيكون عند قيام المهدي.

بعض السنة كابن كثير رأى أن ذلك تحقق جزئيًا في عهد النبي ثم سيتحقق كليًا في آخر الزمان.

3. قوله تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ..." [النور: 55]

التفسير الروائي:

عند الشيعة: ربطت بعض الروايات هذا الوعد بخلافة الإمام المهدي.

عند أهل السنة: تشمل الخلافة الراشدة وقد تمتد لتشمل آخر الزمان، وفيها تأويلات متعددة.

ثانيًا: دراسة الأحاديث المتواترة عن المهدي عند السنة والشيعة

عند أهل السنة:

التواتر:

عدد كبير من العلماء السنة أقروا بتواتر أحاديث المهدي، ومنهم:

الشوكاني في "التوضيح"

ابن حجر الهيتمي

السفاريني الحنبلي

الألباني (صنف الأحاديث الصحيحة عن المهدي)

بعض الأحاديث المشهورة:

عن النبي ﷺ:

"لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا وظلمًا."

(رواه أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم، بأسانيد متعددة)

الهوية:

رجل من نسل النبي، من ولد فاطمة، اسمه "محمد بن عبد الله".

سيظهر في آخر الزمان، يحكم بالعدل، يبايع له عند الكعبة.

عند الشيعة:

التواتر:

يؤمن الشيعة الإمامية الاثنا عشرية بتواتر أحاديث المهدي، ويعتبرون ذلك من أصول مذهبهم.

المهدي هو: الإمام الثاني عشر، محمد بن الحسن العسكري، المولود سنة 255 هـ، وهو حيّ وغائب.