تساؤلات حول طول عمر الإمام المهدي (عج)

, منذ 23 ساعة 71 مشاهدة

إن السؤال عن الإمام المهدي وطول عمره هو سؤال مهم ويُطرح كثيرًا، خاصة أن بعض الروايات تقول إن الإمام المهدي (عليه السلام) وُلد في القرن الثالث الهجري ولا يزال حيًا حتى اليوم، أي أنه يعيش منذ أكثر من ألف سنة.

وتفسير ذلك من عدة نواحي :

1 ـ من الناحية العقائدية (عند الشيعة):

الإيمان بطول عمر الإمام المهدي يدخل في باب القدرة الإلهية، أي أن الله قادر على أن يُطيل عمر من يشاء من عباده، كما أطال عمر النبي نوح (الذي عاش بحسب بعض الروايات أكثر من 950 عامًا)، وكما رفع عيسى بن مريم حيًا إلى السماء بحسب القرآن.

من الناحية العلمية أو الطبيعية:

في الوضع الطبيعي، الإنسان لا يمكنه أن يعيش هذا الزمن الطويل بسبب التدهور البيولوجي الطبيعي. لكن العقيدة لا تتوقف عند المعايير الطبيعية فقط، بل تؤمن بالمعجزات والقدرة الإلهية الخارقة للعادة.

أمثلة قرآنية تؤيد إمكانية طول العمر:

نوح عليه السلام: "فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا" (العنكبوت: 14).

عيسى عليه السلام: لم يمت، بل رُفع إلى السماء.

أصحاب الكهف: "ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعًا" (الكهف: 25).

خلاصة القول: إذا نظرنا من منظور الإيمان، فطول عمر الإمام المهدي ممكن لأنه خاضع لإرادة الله، لا لقوانين الطبيعة وحدها. أما من لا يؤمن بوجود الإمام أو لا يتقبل فكرة طول العمر، فسيحتاج إلى أدلة عقلية أو علمية إضافية.

فيمكن تقسيم البحث الى ثلاث زوايا: دينية، علمية، وفلسفية بشكل مبسّط ومترابط ليساعد على فهم الفكرة:

أولاً: الزاوية الدينية

في العقيدة الشيعية، الإمام المهدي (عليه السلام) هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، وُلد سنة 255 هـ، وغاب عن الأنظار بأمر الله، وسيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا.

فكرة طول عمره تعتمد على:

القدرة الإلهية: الله يقول: "إن الله على كل شيء قدير".

نُظُم الغيب: نحن نؤمن بوجود أشياء لا نراها، مثل الملائكة والجن، فلماذا لا نؤمن بإنسان حي محفوظ بأمر الله؟

شواهد قرآنية: كما ذكرنا، مثل نوح وعيسى وأصحاب الكهف، كلها أمثلة تُثبت أن الله قادر على تجميد الزمن أو إطالة العمر.

ثانيًا: الزاوية العلمية

علميًا، الإنسان في الظروف العادية لا يستطيع تجاوز 120-130 سنة بسبب:

تآكل الخلايا (الشيخوخة).

تلف الحمض النووي.

أمراض مزمنة.

لكن العلم لم ينفِ إمكانية أن يعيش إنسان طويل العمر إذا توفرت ظروف خاصة جدًا، مثل:

تدخل خارق في الجينات.

بيئة معقّمة تمامًا من الأمراض.

تجميد جسدي متقدّم (كريوجينيك).

أو تدخل "غير طبيعي" أي خارج عن الناموس المألوف.

لكن مثل هذا الأمر — لو حدث — سيكون استثناءً معجزيًا، وهو ما ينطبق على الإمام المهدي من وجهة نظر دينية.

ثالثًا: الزاوية الفلسفية والعقلية

هل طول العمر مستحيل عقليًا؟ لا، ليس مستحيلًا، بل هو فقط "غير مألوف" أو "نادِر جدًا".

هل من المنطقي أن يغيب شخص كل هذه المدة؟ إذا كان غيابه جزءًا من خطة إلهية لإصلاح العالم، فوجوده الغيبي مثل وجود "القيادة الخفية" التي لا تتدخل إلا في وقتها المناسب.

هل هناك غاية من ذلك؟ نعم. الانتظار فيه تربية روحية للأمة، وترقّب لعدالة موعودة، وتأكيد على أن الإصلاح الجذري لا يتم إلا بأمر الله وتحت قيادة معصومة.

خلاصة شاملة:

إيمانيًا: الأمر داخل في قدرة الله.

علميًا: غير معتاد لكنه غير مستحيل كليًا.

فلسفيًا: له غاية منطقية في سياق العدالة والقيادة الإلهية.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0704 Seconds