أهمية انتظار الإمام المهدي (عليه السلام) في هذا الزمان

, منذ 1 سنة 2K مشاهدة

يحظى إنتظار الإمام المهدي عليه السلام بفضل وأهمية أكبر من غيره من أنواع الانتظار كما تحدثنا الروايات الشريفة. أي أن الإنتظار في عصر الغيبة له امتياز خاص، نقرأ مثلا ً في الحديث الشريف عن الإمام زين العابدين عليه السلام: «ما ضر من مات منتظراً لأمرنا ألا يموت في وسط فسطاط المهدي وعسكره » (1) .

أي أن الذي يموت منتظراً كمن يموت شهيداً في معسكر القائم عليه السلام.

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «واعلموا أن المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم» (2).

وعنه أيضاً: «من مات وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه، ثم مكث هنيئة، ثم قال: لا بل كمن قارع معه بسيفه، ثم قال: لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله (3).

و بعض الأحاديث تجعل انتظار أمرهم عليهم السلام ـ وهو ما يعبر به عادة عن ظهور الإمام المهدي عليه السلام ـ من أساسيات الدين، في الحديث عن أبي الجارود قال: «قلت لأبي جعفر عليه السلام: يا بن رسول الله هل تعرف مودتي لكم، وانقطاعي إليكم، وموالاتي إياكم ؟

فقال: نعم

فقلت: فإني أسألك مسألة تجبيني فيها فإني مكفوف البصر، قليل المشي، ولا استطيع زيارتكم كل حين ؟

قال: هات حاجتك.

فقلت: أخبرني بدينك الذي تدين الله عزوجل به أنت واهل بيتك.

لأدين الله عز وجل به قال: إن أنصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين الله عزوجل به: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله، والإقرار بما جاء به من عند الله، والولاية لولينا، والبراءة من عدونا، والتسليم لأمرنا، وانتظار قائمنا، والاجتهاد والورع) (4). فترى أنه يجعل انتظار القائم عليه السلام من أساسيات الدين الذي يدين الله به.

وعن أبي خالد الكابلي، عن الإمام زين العابدين عليه السلام في حديثه عن القائم عجل الله تعالى فرجه قال: «یا أبا خالد إن أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره، أفضل من أهل كل زمان، لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين بدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف أولئك المخلصون حقاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله سراً وجهراً، قال: انتظار الفرج أعظم من الفرج (5).

من هذه الروايات الشريفة تلمس أن لانتظار الإمام المهدي عليه السلام فضيلة خاصة تميزه عن سائر أفراد الإنتظار الأخرى، وأن المنتظرين للإمام المهدي عليه السلام هم أفضل من المنتظرين الآخرين.

وفلسفة ذلك ترجع إلى أن الانتظار في عصر الغيبة الكبرى يعبر عن المستوى الإيماني الكبير للإنسان المنتظر للإمام المهدي عليه السلام فإيمان الناس في عصر الغيبة له امتياز خاص يميزه عن الإيمان في عصر الظهور، إذ أن الإيمان في عصر الظهور يكون أيسر على الناس، لوجود النبي صلى الله عليه وآله والوحي المبين والأئمة الهداة المياسين سلام الله عليهم اجمعين، الذين يتصلون بالناس ويرشدونهم ويقيمون لهم الدلائل على صدقهم:

أما الناس في عصر الغيبة فهم إنما يؤمنون بحبر على ورق كما في الرواية الشريفة عن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: «يا علي: واعلم أن أعظم الناس بقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي وحجب عنهم الحجة فأمنوا بسواد في يباض» (6).

وهكذا روى عبد الله بن سنان. عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "سياتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمـين منكم".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- الكافي، الكليني، ۳۷/۸

۲- ن م ۲ / ۲۲۲.

٣ـ منتخب الأثر: ٤٩٨.

4ـ الكافي، الكليني: ۲ / ۲۲

5- بحار الانوار، المجلسي: 36/381.

6- ن. م: 52/ 15-125.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0476 Seconds