إنّ الإيمان بالإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف جزء أصيل من عقيدة أتباع أهل البيت عليهم السلام، وهو تجسيد للأمل بالعدل الإلهي الموعود. ومن مظاهر المحبّة والولاء له أن يهدي المؤمن أعماله الصالحة وعباداته قربةً إلى الله تعالى، رجاء القبول، وطمعاً في أن يكون من أنصاره والمقرّبين إليه.

أولاً: معنى إهداء الأعمال

إهداء العمل ليس نقلاً لثواب العبادة من صاحبه إلى الإمام، بل هو نوع من التوسّل والهدية الروحية، فيكون العمل مقبولاً عند الله ويُضاف إلى صحيفة أعمال المُهدى إليه. وهو تعبير عن المحبة والارتباط الروحي بالإمام.

ثانياً: العبادات الواجبة والمستحبة

الصلوات اليومية: يمكن للمؤمن أن يؤديها بنية القربة إلى الله ثم يهدي ثوابها للإمام.

النوافل: كصلاة الليل وصلاة الغفيلة وصلاة جعفر الطيار، وهي من أعظم ما يُتقرّب به إلى الله وتُهدى للإمام.

الصوم: سواء كان واجباً أو مستحباً، بنية القربة ثم الإهداء.

تلاوة القرآن: قراءة جزء أو ختم القرآن كاملاً وإهداء ثوابه.

ثالثاً: الأدعية والزيارات

الدعاء له: مثل دعاء الفرج (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن…)، ودعاء العهد، ودعاء الندبة.

الزيارات الخاصة: زيارة آل ياسين، وزيارة الإمام الحسين وأهل البيت عليهم السلام ثم إهداء ثوابها له.

رابعاً: الأعمال الاجتماعية والخيرية

الصدقة: بنية سلامة الإمام وتعجيل فرجه.

كفالة الأيتام ومساعدة المحتاجين: فهي من أعظم القربات التي يُهدى ثوابها له.

خدمة المؤمنين: قضاء حاجاتهم والتخفيف عنهم.

نشر العلم النافع: تعليم الناس الخير، طباعة الكتب النافعة، أو نشر الثقافة المهدوية.

خامساً: الالتزام العملي بانتظاره

إهداء الأعمال لا يقتصر على الطقوس التعبدية، بل يشمل العمل على التهيؤ لظهوره عبر:

الالتزام بالأخلاق الفاضلة.

محاربة الظلم والفساد في حدود الاستطاعة.

نشر ثقافة الانتظار الإيجابي التي تجعل المؤمن عنصر بناء في المجتمع.

الخاتمة

إنّ إهداء الأعمال للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف هو تعبير عملي عن الحبّ الصادق له، وربطٌ روحي دائم بالإمام الغائب الحاضر، ووسيلة لتزكية النفس واستشعار المسؤولية في زمن الغيبة. فالمنتظر الحقّ هو من يكثر من الدعاء له، ويهدي ثواب عمله إليه، ويجعل حياته انعكاساً لمشروعه الإلهي في نصرة العدل وإحياء الدين.

الخلاصة : اجعل لنفسك برنامجاً يومياً بسيطاً (صلاة، تلاوة، صدقة، دعاء) بنية إهداء ثوابه للإمام.

نصيحة : اختر عملاً محدداً هذا الأسبوع (مثل ختمة قصيرة للقرآن أو صدقة خفية) واهدِ ثوابه للإمام عجل الله فرجه