هل تعتبر غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) دليل إمامته ؟

, منذ 2 شهر 149 مشاهدة

تقريب الدليل:

١ - لقد دلَّت الروايات المتواترة على أنَّ هناك غيبة ستقع في شخص الثاني عشر من ذرّيَّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ذكرها العلماء وأُلِّفت فيها الكُتُب، ككتاب (الغيبة) للشيخ الطوسي والنعماني، وكمال الدِّين للصدوق، وغيرهم.

وأنَّها ستقع حتماً، وصارت حديثاً للخاصِّ والعامِّ قبل ولادة الإمام (عجّل الله فرجه).

٢ - فلو لم تصدق هذه الغيبة بوقوعها لاستلزم تكذيب الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمَّة من ذرّيَّته (عليهم السلام).

فتكون الغيبة المخبَر بها قبل وقوعها دليلاً على إمامته (عجّل الله فرجه).

يقول رضي الدِّين أبو القاسم عليُّ بن موسى بن طاوس (رحمه الله): (واعلم يا ولدي محمّد - ألهمك الله ما يريده منك ويرضى به عنك - أنَّ غيبة مولانا (المهدي) (صلوات الله عليه) التي حيَّرت المخالف والمؤالف هي من جملة الحُجَج على ثبوت إمامته وإمامة آبائه الطاهرين (صلوات الله على جدِّه محمّد وعليهم أجمعين)، لأنَّك إذا وقفت على كُتُب الشيعة أو غيرهم مثل كتاب الغيبة لابن بابويه، وكتاب الغيبة للنعماني، ومثل كتاب الشفاء والجلال، ومثل كتاب أبي نعيم الحافظ في أخبار المهدي ونعوته...، وجدتها أو أكثرها تضمَّنت قبل ولادته أنَّه يغيب (عليه السلام) غيبة طويلة حتَّى يرجع عن إمامته بعض من كان يقول بها، فلو لم يغب هذه الغيبة كان طعناً في إمامة آبائه وفيه، فصارت الغيبة حجَّة لهم (عليهم السلام) وحجَّة على مخالفيه في ثبوت إمامته وصحَّة غيبته)(1).

وذكر هذا الدليل أيضاً الشيخ الطوسي (رحمه الله) في (الغيبة) بتقرير قريب ممَّا ذُكِرَ هنا، وقال: (وهذه أيضاً طريقة معتمدة اعتمدها الشيوخ قديماً)(2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كشف المحجَّة لثمرة المهجة (ص٥٣).

(2) الغيبة للطوسي (ص١٥٧ و١٥٨).

المصدر : دروس استدلالية في العقيدة المهدوية ـ تأليف : الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0487 Seconds