الغيبة الصغرى و التي اختفى بها الامام المهدي عن المسرح العام غير أنه كان دائم الصلة بقواعده الشعبية و ذلك عن طريق وكلائه و نوابه الثقاة من أصحابه الذين يشكلون همزة الوصل بينه و بين الناس المؤمنين بخطه الامامي .
و قد استغل مركز النيابة عن الامام في غيبته الصغرى اربعة ممن اجمعت تلك القواعد الشعبية من تقواهم و ورعهم و نزاهتهم التي عاشوا ضمنها .
و كانوا على الترتيب فاذا مات احدهم خلفه الآخر بأمر من الامام المهدي و هو كما يلي :
1-عثمان بن سعيد العمري .
2-محمد بن عثمان بن سعيد العمري .
3-ابو القاسم الحسين بن روح .
4-ابو الحسن علي بن محمد السمري .
و هؤلاء النواب كانوا همزة الوصل بين الناس و الامام المهدي فكانوا يحملون اسئلة و مشاكل الناس إلى الامام و يحملون الأجوبة و الحلول من الامام إلى الناس ، و لقد وجدت القواعد الشعبية بهذه النيابة العزاء و السلوة عن فقدهم الامام مباشرة ، و كانوا يلاحظون توقيعات الامام و خط يده منذ اول نائب و حتى الأخير و استمرت هذه الغيبة الصغرى حوالي سبعين عام و كان السمري هو آخر النواب حيث أعلن عن قرب أجله حيث أخبره الامام عن بدء مرحلة الغيبة الكبرى و انتهاء مرحلة الغيبة الصغرى ، و كان ذلك عام 329 هـ ، و كان عمر الامام المهدي آنذاك اربع و سبعون عاماً قضى منها اربع سنين و نصف مع والده و تسعة و ستون عاماً و نصف العام في غيبته الصغرى و كان آخر حديث له : " و أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم ، و انا حجتة الله عليهم . . . " .
و تميزت الغيبة الكبرى عن الصغرى ان لا أشخاص معينون بالذات للوساطة بين الامام القائد و شعبه .
فتبين مما تقدم ان الغيبة الصغرى كانت مهمتها تحصين الامة تدريجياً عن الصدمة و الشعور بالفراغ الهائل الذي يسببه غياب الامام القائد .
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة