لقد دلت الأخبار المعتبرة على أن له ـ عجل الله فرجه - عدداً من أصحابه يخرجون إليه عند خروجه، و تواترت في ذلك الأخبار، ودلت بعض الأخبار على أسماءهم وصفاتهم ومن أي البلاد يأتون، بل دلت بعضها على أسماء آباءهم، بل على صنعة كل واحد منهم، ولكننا لن نتوسع في ذكر هذه التفاصيل ولنذكر ما يسعه المجال في هذه العجالة.

جملة من الأخبار الدالة على عددهم وأنهم يفتقدون من فرشهم

روي بسنده عن أبي خالد الكابلي، عن الإمام أبي جعفر محمد بن ي الباقر (عليه السلام)، في جملة خبر ذكر فيه (عليه السلام) أصحاب الحجة عند خروجه عجل الله فرجه، قال (عليه السلام):

.... فيكون أول من يبايعه جبرئيل، ثم الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلاً، فمن كان ابتلي بالمسير وافى، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه وهو قول أمير المؤمنين : هم المفقودون عن فرشهم، وذلك قول الله: (فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا)(۱)، قال : الخبرات : الولاية، وقال في موضع آخر : (ولئِن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ) (۲).

وهم ـ والله ـ أصحاب القائم ـ عليه السلام ـ يجتمعون ـ والله ـ إليه في ساعة واحدة، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني، فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم، وهو قوله : ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا ءامنا به) (3) يعني بالقائم من آل محمد. . . الخبر(4).

وروي بسنده عن أبي خالد الكابلي ـ كذلك ـ عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، عن أبيه عليه السلام ما في آية قول الله عز وجل : (فاستبقوا ) (5)، قال عليه السلام : الخيرات : الولاية، وقوله تبارك وتعالى : (أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعاً)( 6).

يعني أصحاب القائم ـ عليه السلام ـ الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً، قال عليه السلام: وهم والله الأمة المعدودة، قال عليه السلام: يجتمعون ـ والله ـ في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف(7)

وروي بسنده عن أبي خالد الكابلي - كذلك ـ عن الإمام أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام ، وعن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام أنهما قالا عليهما السلام:

الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكة، وهو قول الله - عز وجل : (أين ما تكونوا بأن يكم الله جميعا) (8) وهم أصحاب القائم عليه السلام (9).

وروي بسنده عن أبي خالد الكابلي - كذلك ـ عن الإمام أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام) قوله : المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر، فيصبحون بمكة، وهو قول الله عز وجل : «أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا) (10) وهم أصحاب القائم عليه السلام (11).

في جملة من الأخبار الدالة على جملة من صفاتهم ومن جملة هذه الأخبار ما روي بسنده عن أبي بصير، عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) من قال :

ما كان قول لوط - عليه السلام ـ لقومه : (لو أن لي بكم قوة أو ءاوى إلى ركن شديدة) (12) إلا تمنياً لقوة القائم عليه السلام، ولا الركن إلا شدة أصحابه، فإن الرجل منهم ليعطى قوة أربعين رجلاً، وإن قلبه لأشد من زبر الحديد، ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها، ولا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل(13).

ومنها: ما روي بسنده عن صالح بن سعيد، عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق له في قول الله : (لو أن لي بكم قوة أو ءاوى إلى إلى ركن شديدة) (14

) قال (عليه السلام): قوة القائم (عليه السلام)، والركن الشديد الثلاثمائة وثلاثة عشر أصحابه (15).

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة البقرة، الآية: 148.

(۲) سورة هود، الآية : 8.

(3) سورة سبأ، الآية : 51، و٥٢.

(4) تفسير القمي، ج۲، ص ۱۸۰، طبعة مؤسسة الأعلمي في بيروت.

(5) سورة البقرة، الآية: ١٤٨

(6) نفس المصدر.

(7) الكافي للكليني، الروضة، ص 313.

(8) سورة البقرة، الآية : 168.

(9) الغيبة للنعماني، ص 168.

(10) سورة البقرة، الآية : ١٤٨.

(11) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق، ج۲، ص ٦٥٤.

(12) سورة هود، الآية: 80.

(13) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق، ج۲، ص 673، ونظيره في ينابيع المودة للقندوزي، ص ٤٢٤.

(14) سورة هود، الآية: 80.

(15) تفسير العياشي، ج۲، ص ١٥٦.

أصحاب الإمام المهدي عجل الله فرجه وما جاء فيهم

أصحاب الإمام المهدي عجل الله فرجه وما جاء فيهم

المصدر: أنباء الحجة (عليه السلام)، الشيخ إبراهيم خازم العاملي، ص224-226.