ماذا فعل جعفر الكذاب بالإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 1 سنة 1K مشاهدة

المهدي المنتظر له غيبتان صغرى وكبرى : فأما " الغيبة الصغرى : فكانت سنة ٢٦٠ للهجرة ، وهذا التاريخ مستنبط من تاريخ ولادته عليه السلام فإنها كانت سنة ٢٥٥ هـ .

قال الشيخ المفيد (قدس سره) : كان سنه عند وفاة أبيه خمس سنين آتاه الحكمة وفصل الخطاب ، وجعله آية للعالمين وآتاه الحكمة صبياً كما آتاها يحيى (عليه السلام) صبياً ، وجعله إماماً في حال الطفولة الطاهرة كما جعل عيسى بن مريم (عليه السلام) في المهد نبيا ، كما يصرح بذلك على لسان عيسى (عليه السلام) القرآن العظيم بقوله : (قال إلى عبد الله آناني الكتاب وجعلني لبيا) فالغيبة الصغرى هي من حين الصلاة على أبيه الحسن العسكري (عليه السلام) ومطالبة أبي الأديان بجوابات كتب أبيه الحسن العسكري فإنه غاب بعدها عن الأبصار بأذن الله تعالى لأسباب يأتي ذكرها ، فلم يرد أحد من الناس سوى السفراء الأربعة ( عثمان بن سعيد، محمد بن عثمان ، الحسين بن روح ، علي بن محمد السمري ) وهم نوابه بينه وبين شيعته من العلماء كالشيخ الصدوق ، والكليني ، والشيخ المفيد...

 ولما مات السفراء الأربعة ومدتهم كانت 74 سنة عندها صارت الغيبة الكبرى ، وفيها انقطعت السفارة بينه وبين شيعته وحرمت من التوقيعات والأجوبة عن المسائل الشرعية التي كانت تصل منه (عليه السلام) إلى العلماء من الإمامية على يد سفرائه الأربعة .

* الغيبة الكبرى : التي لا يعلم أمدها إلا الله تعالى نسأله أن يعجل فرجه الشريف : فرجنا به فقد ضاقت صدورنا.

( أسباب الغيبة )

وكان سبب غيبته عليه السلام هو الخوف من سطوة طاغية زمانه وهو الخليفة المعتمد العباسي ، فقد أخفى الله صورته الشريفة ، وغيب وجوده عن أبصار الناس بعامة سوى نوابه الاربعة (قدس الله تعالى أرواحهم) ، هذا هو السبب الظاهر لإخفائه ، وأما الحفي للحكمة قدرها الله تعالى وهي خروجه في آخر الزمان فيملأ الارض قسطا وعدلاً ، كما ملئت ظلما وجوراً ، وبذلك يحيي دين جده النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد الأندراس بالانحراف عن الدين عند أغلب الناس : بالقتل والنهب والهرج والمرج وغير ذلك ، ولو لا ذلك لما كان سبب لتغيبه عن الرؤية للناس من جهة قتله ، لأن الله تعالى قادر على إنجانه من سطوة السلطان كما أنجى جده النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من كيد مشركي قريش بمكة المكرمة .

وقد تواترت الأحاديث أن الإمام المهدي يوم وفاة أبيه الحسن العسكري (عليه السلام) كان عمره خمس سنين ، وصلى على أبيه من بعد أن طرد عمه جعفراً الكذاب عندما هم بالصلاة على أخيه الحسن فجذبه المهدي (عليه السلام) من ردائه وقال له : تأخر يا عم فأنا أولى منك بالصلاة على أبي ، فتأخر وقد أربد وجهه ، كما تنص عليه رواية أبي الأديان ، ثم غاب بعد ذلك غيبته الصغرى .

فعندها أخذ الخليفة المعتمد بالتفتيش عنه لقتله بالاستعانة عليه بعمه جعفر لأنه رآه ، وقد كان حريصاً على الظفر بالإمام (عليه السلام) لأجل أن يحصل على ميراث أخيه الحسن أولاً ، وثانياً لكي يحظى بالإمامة والمرجعية الدينية عند الشيعة كأخيه الحسن (عليه السلام) ، ولكن الله تعالى خيب أمله فيهما وعاد بالفشل ، لأن الشيعة يعرفونه بالانحراف عن الدين وبلقبه الخاص به وهو جعفر الكذاب ، وبالإضافة لذلك أن الخواص من الشيعة يعلمون بأن للحسن العسكري ولداً قد نص على إمامته وأعطاهم دلائل على إمامته.

ولما دفن الحسن العسكري استولى أخوه جعفر بن علي على تركته ، وسعى بالتفتيش على طلب ولده المهدي المنتظر ليقتله بمساعدة من السلطة الحاكمة ، ولكن الله جل وعلا هو حافظه من كيد عدوه ليوم أعده الله تعالى في آخر الزمان فيملك فيه شرق الارض وغربها ويملؤها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلما وجوراً .

ولما يأس العم المنحوس من العثور على أبن أخيه المهدي (عليه السلام) ، سعى عندها في حبس جواري أبي محمد الحسن ، واعتقال حلائله ، وشنع على أصحابه بانتظارهم لولد الحسن المنتظر والقول بإمامته حتى أخافهم بواسطة السلطة الحاكمة وشردهم وأجرى عليهم كل عظيمة: من اعتقال ، وتهديد ، ولم يظفر السلطان بشيء من ذلك.

وروى الصدوق في كتابه ( إكمال الدين ) عن بعض كتب التواريخ : ان أم أبي محمد (عليه السلام) قدمت من المدينة إلى سر من رأى حين وصلها خبر وفاة إبنها فكانت لها أقاصيص يطول شرحها مع أخيه جعفر من مطالبته إياها بميراثه ، وسعايته بها إلى السلطان وكشف ما أمر الله عز وجل ستره ( يعني من أمر ولده المهدي ) .

________________

المصدر:  الإمام الموعود لآخر العهود، السعدي النجفي، محمد جواد، ص15-16.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0494 Seconds