كيف ستكون أوضاع الناس في حكومة الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 2 سنة 424 مشاهدة

وصفت بعض الروايات معالم الوضع الاجتماعي في حكومة الامام المهدي (عجل الله فرجه) وشبهته بالجنة الموعودة التي تنعم بها الأرض وسكانها ويكفيك من صفاته عليه السلام المتواترة عند الفرقين ((يملأ الأرص قسطاً وعدلاً)) فالقسط والعدل هما أهم من صفات المجتمع الامن.

وروي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ((تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط)) (1).

حتى يصل الامر الى ان تقضي بها المرأة في بيتها ((بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله)) (2).

ولم يقف الامر عند هذا الحد بل وصل الى ان ترعى الشاة الى جنب الذئب الأمر الذي يجعل هذا الوصف وصفاً لجنة إلهية وعدت بها السماء الأرض بقيادة رجل من ال محمد (صلى الله عليه وآله).

ولعلنا نتساءل عن كيفية تطبيق ذلك بعد ما لاحظنا من تشكيلات معقدة من العلاقات الاجتماعية القائمة في المجتمع اليوم فضلاً عن مجتمع الظهور الذي لا يعلم بوقته إلا الله؟

والاجابة على هذا التساؤل يستدعي ملاحظة مدى انسجام هذه العلاقات فيما بينها وبين الانسان الذي يمثل المادة الخام لها فلا اعتقد من يوافق اليوم على هذه المنظومة التي صيغت لخدمة نفر من البشر وجندت الباقي لخدمة ذلك النفر فالكل يحمل التنفر بين خلجاته نفسه بغض النظر عن انتمائه ومذهبه وهذا ما نلاحظه اليوم من عدم استقرار على مختلف المستويات والمطالبة بالإطاحة بهذه الأنظمة وقيام أنظمة أخرى على انقاضها لكن هذه الدعوى لم تجد من يسمعها من قبل الملأ الحاكم وان شجعها الجمهور المحكوم بل قد يصل الامر الى مستوى الصراع بمختلف أشكاله بين الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة وبما ان وسائل القوة بيد المتسلطين والمتجبرين الأمر الذي يؤدي بالطبقة المحكومة الى الرضوخ تحت أنواع الظلم والاستسلام لمخططاته.

أما في زمن الظهور فتتحد الإرادة السماوية مع الصرخات الأرضية لتلك الطبقات وتتمحور حول رجل واحد أعد لهذه المهمة التي وصفت بأنها إحياء جديد للبنود الإسلام ونفض الغبار عن تعليماته وإعادة الحياة فيه وتطبيقه على هذه المعمورة الى ان يصل الامر الى تسليم سكان الأرض وسكان السماء لهذه القيادة وكما يقول الحديث الشريف ((يحبه ساكن الأرض وساكن السماء)) ونقل عن الامام الباقر (عليه السلام) أنه ((قال إذا قام قائم أهل البيت قسم بالسوية وعدل في الرعية)) (3).

فاذا شاع شعار العدل في مجتمع ما دبت الحياة فيه وكما يقول امير المؤمنين (عليه السلام) ((العدل حياة والجور ممحاة)) (4) ويقول الإمام الكاظم في قوله تعالى: {يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} ليس يحيها بالقطر ولكن يبعث الله رجالاً فيحيون العدل فتحيى الأرض لإحياء العدل)) (5) وعندها ينعم المجتمع بحياة هانئة سعيدة تحكمها علاقات اجتماعية قائمة على أساس العدل والمساواة ونبذ الجور والظلم (6).

ــــــــــــــــ

1- ابن حماد: كتاب الفتن: ص223.

2- النعماني: الغيبة: ص239.

3- النعماني: الغيبة: ص327.

4- مستدرك الوسائل: ج11، ص318.

5- الري شهري: ميزان الحكمة: ج3، ص1839.

6- السيد نذير الحسني: المصلح العالمي من النظرية الى التطبيق: ص255-256.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 1.1883 Seconds