عثمان بن سعيد العمري.. السفير الأول والثقة المأمون

, منذ 5 سنة 5K مشاهدة

- الشيخ نزار ال سنبل

وهو أوَّل السفراء الأجلّاء، وهو المُنصَّب من قِبَل الإمام الهادي والإمام العسكري (عليهما السلام)، قال عنه شيخ الطائفة الطوسي (قدّس سرّه):

(فأوَّلهم: من نصبه أبو الحسن عليُّ بن محمّد العسكري وأبو محمّد الحسن بن عليِّ بن محمّد ابنه (عليهم السلام)، وهو الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري (رحمه الله) الغيبة للطوسي: ٣٥٣.

سبب تسميته بالعمري، والعسكري، والسمّان:

يقول الشيخ الطوسي (قدّس سرّه): (وكان أسدياً وإنَّما سُمّي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمّد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري (رحمه الله)، قال أبو نصر: كان أسدياً فنُسِبَ إلى جدِّه، فقيل: العمري، وقد قال قوم من الشيعة: إنَّ أبا محمّد الحسن بن عليٍّ (عليه السلام) قال: «لا يُجمَع على امرئ بين عثمان وأبو عمرو»، وأمر بكسر كنيته، فقيل: العمري.

ويقال له: العسكري أيضاً؛ لأنَّه كان من عسكر سُرَّ من رأى.

ويقال له: السمّان؛ لأنَّه كان يتَّجر في السمن تغطيةً على الأمر.

وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمّد (عليه السلام) ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو، فيجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمّد (عليه السلام) تقيَّةً وخوفاً) الغيبة للطوسي: ٣٥٣ و٣٥٤.

وثاقته وجلالته:

عن أحمد بن إسحاق بن سعد القمّي، قال: دخلت على أبي الحسن عليِّ بن محمّد صلوات الله عليه في يوم من الأيّام فقلت: يا سيِّدي، أنا أغيب وأشهد، ولا يتهيَّأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كلِّ وقت، فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: «هذا أبو عمرو الثقة الأمين، ما قاله لكم فعنّي يقوله، وما أدّاه إليكم فعنّي يؤدّيه».

فلمَّا مضى أبو الحسن (عليه السلام) وصلت إلى أبي محمّد ابنه الحسن العسكري (عليه السلام) ذات يوم، فقلت له (عليه السلام) مثل قولي لأبيه، فقال لي: «هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات، فما قاله لكم فعنّي يقوله، وما أدّى إليكم فعنّي يؤدّيه».

قال أبو محمد هارون: قال أبو عليّ: قال أبو العبّاس الحميري: فكنا كثيراً ما نتذاكر هذا القول ونتواصف جلالة محلِّ أبي عمرو. الغيبة للطوسي: ٣٥٤ ٣٥٥/ ح ٣١٥.

وعن محمّد بن إسماعيل وعليِّ بن عبد الله الحسنيان، قالا: دخلنا على أبي محمّد الحسن (عليه السلام) بسُرَّ من رأى وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته، حتَّى دخل عليه بدر خادمه، فقال: يا مولاي بالباب قوم شعث غبر، فقال لهم: «هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن»، في حديث طويل يسوقانه إلى أن ينتهي إلى أن قال الحسن (عليه السلام) لبدر: «فامض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري»، فما لبثنا إلَّا يسيراً حتَّى دخل عثمان، فقال له سيِّدنا أبو محمّد (عليه السلام): «امض يا عثمان، فإنَّك الوكيل والثقة المأمون على مال الله، واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال».

ثمّ ساق الحديث إلى أن قالا: ثمّ قلنا بأجمعنا: يا سيِّدنا، والله إنَّ عثمان لمن خيار شيعتك، ولقد زدتنا علماً بموضعه من خدمتك، وأنَّه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى.

قال: «نعم، واشهدوا على أنَّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي، وأنَّ ابنه محمّداً وكيل ابني مهديكم» الغيبة للطوسي: ٣٥٥ و٣٥٦/ ح ٣١٧.

وفاته:

جاء في كتاب الغيبة: (وكانت توقيعات صاحب الأمر (عليه السلام) تخرج على يدي عثمان بن سعيد وابنه أبي جعفر محمّد بن عثمان إلى شيعته وخواصّ أبيه أبي محمّد (عليه السلام) بالأمر والنهي والأجوبة عمَّا يسأل الشيعة عنه إذا احتاجت إلى السؤال فيه بالخطِّ الذي كان يخرج في حياة الحسن (عليه السلام)، فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما إلى أن توفّي عثمان بن سعيد رحمه الله ورضي عنه، وغسَّله ابنه أبو جعفر، وتولّى القيام به، وحصل الأمر كلّه مردوداً إليه، والشيعة مجتمعة على عدالته وثقته وأمانته، لما تقدَّم له من النصِّ عليه بالأمانة والعدالة والأمر بالرجوع إليه في حياة الحسن (عليه السلام) وبعد موته في حياة أبيه عثمان رحمة الله عليه) الغيبة للطوسي: ٣٥٦ و٣٥٧.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0838 Seconds