ذكر عدد من المخالفين(١) أنَّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لم يُولَد، لأنَّه (اختُلِفَ في اسم الجارية التي قالوا: إنَّها ولدته، فقال بعضهم: إنَّ اسمها نرجس، وقيل: صقيل أو صيقل، وقيل: حكيمة، وقيل غير ذلك...)، ولازم هذا الاختلاف عدم ولادته.
وإذا كان اسم الأُمِّ مختلفاً فيه فليست شخصيَّة حقيقيَّة، وبالتالي المهدي لا أُمَّ له.
الجواب عنها:
١ - الشبهة قائمة على أساس قاعدة لا نعرف أساساً لها، وحاصلها أنَّ تعدُّد أسماء شخص دليل على وهميَّته، وعهدة هكذا قاعدة على مدَّعيها.
٢ - أنَّ تعدُّد الأسماء لا يدلُّ على وهمية الشخص، بل أهمّيَّته في أغلب الأحيان، فبعض الأشخاص يأخذ عدَّة أسماء تبعاً لأهمّيَّته عند الآخرين.
٣ - أنَّ هذا التعدُّد وليد البيئات المتعدِّدة التي عاشتها السيِّدة أُمُّ الإمام (عجّل الله فرجه)، فكونها عاشت في كنف أهلها المسيحيِّين سُمّيت مليكة، وعندما كانت جارية تُباع سُمّيت باسم آخر، وعندما انتقلت إلى بيت زوجها سُمّيت باسم ثالث، وعندما ظهر عليها الحمل سُمّيت برابع، وهكذا.
٤ - أنَّ هذه القاعدة لا يلتزم بها الخصم، فالنبيُّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) له أسماء متعدِّدة، وأُفرد له في موسوعات الحديث فصولاً في أسمائه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما في (زاد المعاد) ، قال: (فصل في أسمائه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، منها: محمّد، أحمد، المتوكِّل، الماحي، الحاشر، العاقب، المقفي، الأمين...)(2).
فكثرة الأسماء دالَّة على عظم المسمَّى لا على وهميته، كما في الذات المقدَّسة لله تعالى والنبيِّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وغيرهما من العظماء.
وهناك الكثير من الشخصيَّات الإسلاميَّة لها أسماء متعدِّدة، ولم يقل أحد: إنَّهم خرافة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) غالب عواجي في فِرَق معاصرة (ج١/ ص٢٦٣)؛ وذكره كذلك إحسان إلهي ظهير في الشيعة والتشيُّع (ص٢٧٢).
(2) زاد المعاد لابن قيِّم (ص٨٥).
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة