لمن لا يعرف هذا الشخص، فهو أشبه ما يكون بالعامي الذي ينتحل منصباً إلهياً خطيراً والغريب في ذلك تكالب بعض أنصاف المتعلمين وإستقتالهم للدفاع عنه، والأغرب من ذلك ضربهم لكل قواعد المعقول والمنقول ولي أعناق النصوص وتحويرها وفق مقاسات صاحبهم المدعي، اللهم إلا قاعدة (عنزة وإن طارت) ولكثرة ما قام به بعض أهل العلم والفضل من الرد على هذه الجماعة وصاحبها، حتى قد صام بعضهم عن الجواب، بسبب تجميد المتلقين من أنصار أحمد إسماعيل البصري عقولهم، وعزوفهم عن الحقيقة.
ولنا هنا وقفات سريعة في بيان أهم ما أستند اليه أحمد البصري وجماعته كدليل على إمامته وسفارته للحجة ابن الحسن (عجل الله فرجه الشريف) .
أ ـ رواية الوصية : وهي العكاز الذي تتعكز عليه هذه الدعوة وصاحبها، ولنوردها ثم نورد عليها :
أخبرنا جماعة ، عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد المصري عن عمه الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وفي الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن أحضر صحيفة وداوة .
فاملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه : عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الاكبر ، والفاروق الاعظم ، والمأمون ، والمهدي ، فلا تصح هذه الاسماء لاحد غيرك . يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي : فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها ، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي .
فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الناصح ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام . فذلك اثنا عشر إماما ، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي : إسم كإسمي وإسم أبي وهو عبدالله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين
يرد على هذه الرواية
1} ضعيفة السند لجهالة أكثر رواتها
2} كونها من أخبار الآحاد وأخبار الآحاد ظنية لا تفيد علماً والمفروض أن أحمد إسماعيل يدعي الإمامة، فكيف تثبت إمامته برواية الآحاد (الضعيف) ؟!!!
3} عامية كما صرح بذلك بعض أساطين علماء الشيعة أمثال الشيخ الحرّ العاملي وهو خرّيت هذا الفنّ يشهد بأنَّ الرواية عامّية، وأنَّها ليست من روايات الشيعة.
4} مخالفتها لما عليه عقيدة الطائفة من كون الأئمة إثنا عشر، ولذا يقول الشيخ الحر العاملي :
وأما أحاديث الاثني عشر بعد الاثني عشر، فلا يخفى أنها غير موجبة للقطع واليقين لندورها وقلتها، وكثرة معارضتها كما أشرنا إلى بعضه، وقد تواترت الأحاديث بأن الأئمة اثني عشر، وأن دولتهم ممدودة إلى يوم القيامة، وأن الثاني عشر خاتم الأوصياء والأئمة والخلف، وأن الأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة، ونحو ذلك من العبارات، فلو كان يجب الإقرار علينا بإمامة اثني عشر بعدهم، لوصل إلينا نصوص متواترة تقاوم تلك النصوص، لينظر في الجمع بينهما[1].
[1] الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة - الحر العاملي - ج ١ - الصفحة ٣٦٢
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة