ما هي العلامات القريبة من يوم ظهور الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 2 سنة 640 مشاهدة

وهي على قسمين :

1ـ  العلامات المقارنة ليوم الظهور نسبيّاً:

وهي علامات مقارنة نسبيّاً ليوم الظهور، وستكون أكثر إثارةً من سابقتها، وهي بمثابة تحفيز قريب للإشارة إلى قرب الظهور، كما أنّها أكثر تنبيهاً، وأشدّ تأثيراً، ولعلّها تستثير أكبر عددٍ من النّاس من سابقتها التي لا يتّجه إليها إلاّ الخواصّ، أي أنّ علامات الظهور القريبة سيقتصر على مراقبتها خاصّة الشيعة الذين يهتمّون باليوم الموعود، ويراقبون عن كثب ذلك اليوم وعلاماته، في حين ستكون العلامات المقارنة مسترعية لانتباه الأكثر من النّاس، وسينشدّ إليها العدد الأكبر منهم، وبذلك ستكون من الأهمّية بمكان، وأهمّها السفياني واليماني والخراساني والصيحة.

أمّا السفياني فإنّه قبل قيام القائم عليه السلام بتسعة شهور أو عشرة كما في صحيحة الفضل عن ابن أبي عمير عن ابن اُذينة عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إنّ السفياني يملك بعد ظهوره على الكور الخمس حمل امرأة).

ثمّ قال عليه السلام: (استغفر الله حمل جمل، وهو من الأمر المحتوم الذي لابدّ منه).(1)

وعن أبي جعفر عليه السلام بسنده عن عمّار الدهني، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: (كم تعدّون بقاء السفياني فيكم؟).

قال: قلت: حمل امرأة تسعة أشهر.

قال: (ما أعلمكم يا أهل الكوفة).(2)

على أنّ ذكره عليه السلام لمدّة التسعة أشهر والعشرة ليس من باب التردّد، كيف وعلمهم اللدني لا يتخلّف، وإنّما ذكره بين التسعة والعشرة من باب المحو والإثبات؛ لقوله تعالى: (يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)(3)، فلعلّ المصلحة تتعلّق في الإبقاء إلى تسعة أشهر أو تمديدها إلى العشرة، وكلّ ذلك موكولٌ إلى إرادته تعالى، ومقتضى حكمته سبحانه.

وقوله عليه السلام (ما أعلمكم يا أهل الكوفة) مشعرٌ بالامتداح لهم وذلك إشارة إلى أنهم من المهتمين بمعرفة علامات الظهور ومراقبتها، وهو أمرٌ يثير الاعتزاز بأن لمعرفة علامات الظهور بل الثقافة المهدوية عموماً لها منزلتها عند أئمة أهل البيت عليهم السلام تستحق الثناء لشيعتهم من قبلهم عليه السلام.

إذن فسيكون السفياني قد مارس سطوته وعنفه خلال المدّة المقرّرة، والتسعة أشهر أو العشرة عند ذاك سيُحدث الله أمراً، وهو قيام القائم عليه السلام.

وسيكون اليماني مقارناً لظهور السفياني والخراساني، كما عليه الروايات، حيث سيكونون في سنة واحدة، وفي شهر واحد، وفي يوم واحد.

روى الشيخ بسنده عن الفضل بن شاذان، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمّد الأزدي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:

(خروج الثلاثة: الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحقّ).(4)

وهكذا ستكون هناك حركات سياسيّة ثوريّة بعضها ضالّة، والاُخرى على هدى، ترتبط حركاتها بعضها بالبعض الآخر ميدانياً وفكرياً، وستأتي الإشارة إلى ذلك.

2ـ  العلامات التي لا تنفكّ عن يوم الظهور:

وهي العلامات الحاسمة للإيذان بيوم الظهور، والمعلنة عن حلوله، وهي غير منفكّة عنه؛ إذ ستُحدث تغيّراً (عنيفاً) في توجّهات النّاس، وهي بمثابة الصدمة للإحساس العامّ الذي تُرعبه تلك العلامات، وستُحدث تزلزلاً عنيفاً في المواقف والمبتنيات، وستكون حالة إختبار حاسم لكلّ التوجّهات والرؤى على مستوى الأفراد أو التشكيلات.

الصيحة أو النداء:

هذه العلامات ستتقدم بين يدي الظهور بشكلٍ سريع لا يمكن معه التواني أو التأخير، أمثال الصيحة التي بينها وبين الظهور ستّة أشهر أو أربعة أشهر كما في الروايتين التاليتين:

في رواية سعد بن عبد الله كما في غيبة الشيخ _ إلى أن قال _: (ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء...) إلى آخر الرواية.(5)

وعن الفضل بن شاذان بسنده عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (إنّ القائم صلوات الله عليه ينادى باسمه ليلة ثلاث وعشرين، ويقوم يوم عاشوراء يوم قتل فيه الحسين بن عليّ عليه السلام).(6)

وليلة الثالث والعشرين منصرفة إلى ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان، ليلة القدر، كما هو المشهور.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار: 52/ 215، 215.

(2) بحار الأنوار: 52/ 215، 216.

(3) سورة الرعد: الآية 39.

(4) الغيبة/ الشيخ الطوسي: 271.

(5) الغيبة/ الشيخ الطوسي: 268، 274.

(6) الغيبة/ الشيخ الطوسي: 274.

* المرحوم السيد محمد علي الحلو (قدس سره)

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0502 Seconds