هل العلامات الحتمية لظهور الإمام المهدي خمس أو أكثر ؟

, منذ 1 اسبوع 119 مشاهدة

ان العلامات الحتمية منها اختلف في عددها، فمَن قائل: إنَّها خمس، وآخر أكثر وأقل، ولكنّا في باب الحتميات، ثبتنا أكثر من ذلك بكثير، وأهم الحتميات:

السفياني، النداء، الخراساني، عيسى بن مريم (عليه السلام)، اليماني، وإذا أضفنا إليها زوال حكم بني العباس، والدَّجال، وظهور الدابة، والدخان، راجع باب الحتميات.

والمهدي (عليه السلام) من الحتميات، ولكن لا كبقية الحتميات، من حيث إنَّه من الحتميات والميعاد، وإنَّ الله تعالى لا يخلف الميعاد، وهو الذي لا بداء فيه، وقد صرح خير خلق الله تعالى: (لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله رجلاً منّي أو من أهل بيتي يواطي اسه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً).(1)

وأمّا بقية الحتميات، قد يشملها البداء، وقد لا يشملها إذ:

لا مهدي (عليه السلام) بلا نداء، ولا مهدي بلا سفياني، ولا مهدي بلا نزول عيسى بن مريم (عليه السلام)، ولا مهدي بلا صيحة، ولا مهدي بلا يماني، وقد أفردنا في بحثنا هذا باباً لكل منها، وتوسعنا بعض الشيء في بعضها واختصرنا في بعضها بحكم ما يلزم، وعلى ما حصلنا عليه من المصادر والمعلومات، وإليك بعض الأخبار في ذلك:

(قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (عليه السلام) وحوادث تكون أمام قيامه وآيات ودلالات، فمنها خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العباس في الملك، وكسوف الشمس في النصف من رمضان، وخسوف القمر في آخر الشهر على خلاف العادات، وخسف بالبيداء، وخسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط آفاق العصر، طلوعها من المغرب، وقتل نفس زكية تظهر في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، وهدم حائط مسجد الكوفة، وإقبال رايات سود من قبل خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر، وتملكه الشامات، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثمَّ ينعطف حتّى يكاد يلقى طرفاه، وحمرة تظهر في السماء، وتلتبس في آفاقها، ونار تظهر بالمشرق طولاً وتبقى في الجو ثلاثة أيّام أو سبعة أيّام وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم، وخراب بالشام، واختلاف ثلاث رايات فيه، ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر، ورايات كندة إلى خراسان، وورود خيل من قبل المغرب حتّى تربط بفناء الحيرة، وإقبال رايات سود من المشرق نحوها، وبثق في الفرات حتّى يدخل أزقة الكوفة وخروج ستين كذّاباً كلّهم يدّعي النبوة، وخروج اثنى عشر من آل أبي طالب كلّهم يدّعي الإمامة لنفسه، وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين، وعقد الجسر ممّا يلي الكرخ بمدينة بغداد، وارتفاع ريح سوداء بها في أوّل النهار، وزلزلة حتّى ينخسف كثير منها، وخوف يشمل أهل العراق وموت ذريع فيه، ونقص من الأنفس والأموال والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتّى يأتي على الزرع والغلات، وقلّة ريع ما يزرعه الناس، واختلاف العجم، وسفك دماء كثيرة فيما بينهم، وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم، ومسخ لقوم من أهل البدع حتّى يصيروا قردة وخنازير، وغلبة العبيد على بلاد السادات، ونداء من السماء يسمعه أهل الأرض، كل أهل لغة بلغتهم، ووجه وصدر يظهران للناس في عين الشمس وأموات ينشرون من القبور حتّى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاوجون ثمَّ يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل، فتحيي الأرض بعد موتها، وتعرف بركاتها وتزول بعد ذلك كل عاهة من معتقدي الحق من شيعة المهدي (عليه السلام)، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكّة، فيتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار.

ومن جملة الأحداث محتومة ومنها مشترطة، والله أعلم بما يكون، وإنَّما ذكرنا هذا على حسب ما ثبت في الأصول وتضمنها الأثر المنقول، وبالله نستعين وإيّاه نسأل التوفيق).(2)

(وقال الشيخ المفيد (رحمه الله): أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي، يرفعه إلى إسماعيل بن الصباح قال: سمعت شيخاً من أصحابنا يذكر فن سيف بن عميرة قال: كنت عند أبي جعفر المنصور فقال لي إبتداءاً: يا سيف بن عميرة لابدّ من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب؟

فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين تروي هذا؟ فقال: إي والذي نفسي بيده لسماع أُذني له فقلت:

يا أمير المؤمنين إنَّ هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا؟ فقال: يا سيف إنَّه لحق فإذا كان فنحن أوّل من يجيبه، أمّا إنَّ النداء إلى رجل من بني عمّنا، فقلت: إلى رجل من ولد فاطمة؟ فقال: نعم يا سيف، ولولا إنّني سمعت أبا جعفر محمّد بن علي يحدّثني به وحدَّثني به أهل الأرض كلّهم ما قبلته منهم ولكنّه محمّد بن علي).(3)

إنّي أقول لهؤلاء الأحياء والأموات الذين اعتذروا من إيرادها كشرط أنَّها تكون صادرة عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أو الأئمة الهداة الميامين الذين زُقوا العلم زقا أباً عن جد، أيّها من العلامات لم يتحقق؟ وإن تحقق المئآت من علامات ظهور القائم (عجّل الله فرجه)، دليل قاطع على حقيقة المسألة المهدوية، وأنَّ المعاند المحترم على إشتباه كبير، وإنَّما يرد منه من إشكالات ليست إلاّ العناد الذي لا يُستند إلى حقيقة وسند مُقنع، وقد أثبتُّ في كتابي الموسوم (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) أكثر من أربع مائة علامة قيلت فوقعت، وأنا في سبيل كتابة الجزء الثالث منه لاجتماع علامات تحققت، وأنَّ كل من يُشكك في المهدي (عليه السلام):

ليس إلاّ صاحب مصلحة لا يريد بها وجه الله الكريم، وإنَّما يخشى أن تضرب مصالحه، أو أنَّ سيف العدل يحز رقبته، فهو في قيل وقال على مرّ الدهور والأزمان، (وإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلاماً)، وإنّي لعلى ثقة ويقين أنَّ المعاند يجهل الكثير الكثير عن المهدي (عليه السلام) وما جاء في المهدي (عليه السلام).

(وعن أبي خديجة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

لا يخرج القائم حتّى يخرج قبله اثنى عشر من بني هاشم كلّهم يدعو إلى نفسه).(4)

(عن علي بن محمّد الأزدي عن أبيه عن جدّه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):

بين يدي القائم موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه كألوان الدم، وأمّا الموت الأحمر فالسيف، وأمّا الموت الأبيض فالطاعون).(5)

إنَّ الموت الأحمر قائم على قدم وساق، فالدماء التي سُفكت في البوسنة والهرسك، وفي أفغانستان، وتُسفك في العراق وفلسطين وهنا وهناك أكبر شاهد ودليل، وأمّا الموت الأبيض فهو الآخر قائم على قدم وساق: فالذين يموتون بسبب السرطان والأيدز، وبسبب حوادث الطرق والزلازل شيء كثير.

ونقل لي أحد أصحاب المزارع في محافظة (گيلان الإيرانية) جاء في هذا العام جراد أحمر أفواجاً أفواجاً.

(عن ثعلب الأزدي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):

آيتان تكونان قبل قيام القائم، كسوف الشمس في النصف من رمضان والقمر في آخره قال قلت: يا ابن رسول الله القمر في آخر الشهر والشمس في النصف؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام):

أنا أعلم بما قلت، إنَّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم (عليه السلام)).(6)

إنَّ هذا الأمر وقع في شهر رمضان (سنة ١٤٢٤ هـ) وصلَّت الناس صلاة الآيات وكلّما مرّت الأيّام والسنون تحققت العلامات أكثر فأكثر والحمد لله ربِّ العالمين، ولم يبقَ إلاّ أن نقول:

اللَّهم عجّل لوليك الفرج والعافية والنصر.

(وعن صالح بن ميثم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:

ليس بين قيام القائم وقتل النفس الزكية أكثر من خمس عشرة ليلة.

قلت: ينظر في هذا، فإمّا أن يراد بالنفس الزكية غير محمّد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقُتل في رمضان من سنة خمس وأربعين ومائة، وإمّا أن يتطرق الطعن، إلى هذا الخبر).(7)

لا يخفى أنَّ النفس الزكية المراد منه محمّد بن الحسن الذي ليس بينه وبين قيام القائم أكثر من خمس عشرة ليلة، وهو المذبوح بين الركن والمقام، كما تُذبح الشاة، فتُهتك بقتله حرمة البيت الحرام والشهر الحرام والدم الحرام، فلا يبقى للقتلة والمردة عاذر لا في الأرض ولا في السماء ولا يُمهلون أكثر من ذلك.

ولا موجب أن يتطرق الطعن إلى هذا الخبر، وهناك نفس زكية يُقتل في ظهر الكوفة مع سبعين من أتباعه، وأمّا الأوَّل فيفتقر إلى المصداقية، وقد يكون ثلاثة أو أكثر إلاّ أنَّ المراد منه المذبوح بين الركن والمقام والذي بينه وبين قيام القائم (عليه السلام) خمس عشرة ليلة.

(عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

إذا هُدم حائط مسجد الكوفة ممّا يلي دار عبد الله بن مسعود فهند ذلك زوال مُلك القوم، وعند زواله خروج القائم (عليه السلام)).(8)

١ - حائط مسجد الكوفة هُدم، وبُنيت مكان الهدم باب كبيرة.

٢ - زوال مُلك القوم.

٣ - نحن بانتظار خروج القائم (عليه السلام).

فما للمعاند لا يتعظ؟ ولا يستسلم لأمر الواقع قبل فوات الأوان؟

(وفي حديث محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

إنَّ قُدّام القائم بلوى من الله، قلت: وما هو جعلت فداك؟ فقرأ:

(ولَنبلُونَّكُم بِشيء مِنَ الخَوفِ والجُوعِ ونَقص مِنَ الأموالِ والأنفُسِ والثمراتِ وبَشِّر الصابرينَ).

ثمَّ قال: الخوف من ملوك بني فلان، والجوع من غلاء الأسعار، ونقص الأموال من كساد التجارات وقلّة الفضل فيها، ونقص الأنفس بالموت الذريع، ونقص الثمرات بقلّة ريع الزرع وقلّة بركة الثمار، ثمَّ قال: وبشّر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم (عليه السلام)).(9)

١ - الخوف مِن مَن وراء التفجيرات والاغتيالات، والخوف من سوء التقدير.

٢ - أمّا الجوع وغلاء الأسعار فحدِّث ولا حرج.

٣ - وأمّا نقص الأنفس، ففيما يحدث الكفاية والاعتبار.

٤ - وأمّا نقص الثمار، ففشل مشاريع الري والإصلاح، وعدم الاهتمام بالزراعة وتلوث الجو من كثرة تفجير الأسلحة المحرّمة.

(وعن منذر الخوزي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:

يزجر الناس قبل قيام القائم (عليه السلام) عن معاصيهم بنار تظهر في السماء، وحمرة تجلل السماء، وخسف ببغداد، وخسف ببلدة البصرة، ودماء تُسفك بها، وخراب دورها، وفناء يقع في أهلها وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار).(10)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كشف الغمة، الأربلي، ج ٣، ص: ٢٣٥، دار الأضواء، بيروت - لبنان.

(2) كشف الغمة في معرفة الأئمة، الأربلي (رحمه الله)، ج ٣، ص: ٢٥٥ - ٢٥٦، دار الأضواء، بيروت - لبنان.

(3) كشف الغمة، ج ٣، ص: ٢٥٧، الكافي، للكليني، ج ٨، ص: ١٧٨، دار الأضواء.

(4) كشف الغمة، الأربلي (رحمه الله)، ج ٣، ص: ٢٥٧، دار الأضواء، بيروت - لبنان.

(5) أعلام الورى، الطبرسي، ج ٢، ص: ٢٨١، نقلاً عن: إرشاد المفيد، ج ٢، ص: ٣٧٢، غيبة الطوسي، ص: ٤٣٨، ٤٣٠، وغيبة النعماني، ص: ٢٧٧، ٦١، الخرائج والجرائح، ج ٣، ص: ١١٥٢.

(6) كشف الغمة، الأربلي (رحمه الله)، ج ٣، ص: ٢٥٨، أعلام الورى، ج ٢، ص: ٢٨٥، نقلاً عن: الكافي، ج ٨، ص: ٢١٢، ٢٥٨، إرشاد المفيد، ج ٢، ص: ٣٧٤، غيبة الطوسي، ص: ٤٤٤، ٤٣٩، وغيبة النعماني، ص: ٢٧١، ٤٥.

(7) كشف الغمة، للأربلي (رحمه الله)، ج ٣، ص: ٢٥٩، دار الأضواء، بيروت، أعلام الورى، الطبرسي، ج ٢، ص: ٢٨١، نقلاً عن: كمال الدين، ج ٢، ص: ٦٤٩، غيبة الطوسي، ص: ٤٤٥، ٤٤٠، إرشاد المفيد، ج ٢، ص: ٢٧٤، الكافي، ج ٨، ص: ١٧٩.

(8) كشف الغمة، للأربلي (رحمه الله)، ج ٣، ص: ٢٥٩، دار الأضواء، بيروت - لبنان.

(9) كشف الغمة، للأربلي (رحمه الله)، ج ٣، ص: ٢٦٠، دار الأضواء، بيروت - لبنان.

(10) كشف الغمة، الأربلي (رحمه الله)، ج ٣، ص: ٢٦١، دار الأضواء، بيروت، أعلام الورى، الطبرسي، ج ٢، ص: ٢٨٤، نقلاً عن: إرشاد المفيد، ج ٢، ص: ٣٧٨.

المصدر : الحتميات من علائم الظهور ـ تأليف: السيد فاروق الموسوي.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0696 Seconds