ما هي المعجزات التي حصلت على يد الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) ؟

, منذ 4 شهر 708 مشاهدة

ويمكن الاستدلال على ذلك بما ظهر من معجزاته (عجَّل الله فرجه)، فإنَّها إذا ثبتت ثبت وجوده (عجَّل الله فرجه) في ذلك الزمان، ممَّا يعني ولادته قبلها. وقد جمع في البحار عشرات الشواهد على ذلك، ونكتفي بذكر بعضها.
ففي (الخرائج والجرائح) عن محمّد بن شاذان بالتنعيم، قال: اجتمعت عندي خمسمائة درهم تنقص عشرون درهماً، فأتممتها من عندي، وبعثت بها إلى محمّد بن أحمد القمّي، ولم أكتب كم لي فيها، فأنفذ إليَّ كتابه: «وصلت خمسمائة درهم لك فيها عشرون درهماً»(1).
وفي (رجال النجاشي)، قال: اجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح (رحمه الله) وسأله مسائل، ثمّ كاتبه بعد ذلك على يد عليِّ بن جعفر بن الأسود يسأله أنْ يوصل له رقعة إلى الصاحب (عليه السلام) ويسأله فيها الولد، فكتب إليه: «قد دعونا الله لك بذلك، وستُرزَق ولدين ذكرين خيِّرين»، فوُلِدَ له أبو جعفر وأبو عبد الله من أُمِّ ولد. وكان أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله يقول: سمعت أبا جعفر يقول: أنا وُلِدْتُ بدعوة صاحب الأمر (عليه السلام)، ويفتخر بذلك(2).
وفي (الكافي) عن عليِّ بن محمد، عن سعد بن عبد الله، قال: إنَّ الحسن بن النضر وأبا صِدَام وجماعة تكلَّموا بعد مضيِّ أبي محمّد (عليه السلام) فيما في أيدي الوكلاء وأرادوا الفحص، فجاء الحسن بن النضر إلى أبي الصِّدَام فقال: إنّي أُريد الحجَّ، فقال له أبو صِدَام: أخِّره هذه السنة، فقال له الحسن [بن النضر]: إنّي أفزع في المنام، ولا بدَّ من الخروج، وأوصى إلى أحمد بن يعلى بن حمّاد، وأوصى للناحية بمال، وأمره أنْ لا يُخرج شيئاً إلَّا من يده إلى يده بعد ظهور.
قال: فقال الحسن: لمَّا وافيت بغداد اكتريت داراً فنزلتها، فجاءني بعض الوكلاء بثياب ودنانير وخلفها عندي، فقلت له: ما هذا؟ قال: هو ما ترى، ثمّ جاءني آخر بمثلها وآخر حتَّى كبسوا الدار، ثمّ جاءني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه، فتعجَّبت وبقيت متفكِّراً، فوردت عليَّ رقعة الرجل (عليه السلام): «إذا مضى من النهار كذا وكذا فاحمل ما معك»، فرحلت وحملت ما معي وفي الطريق صعلوك يقطع الطريق في ستِّين رجلاً، فاجتزت عليه وسلَّمني الله منه، فوافيت العسكر ونزلت، فوردت علي رقعة أنْ «احمل ما معك»، فعبَّيته في صنان الحمّالين، فلمَّا بلغت الدهليز إذا فيه أسود قائم، فقال: أنت الحسن بن النضر؟ قلت: نعم، قال: ادخل، فدخلت الدار ودخلت بيتاً وفرَّغت صنان الحمّالين وإذا في زاوية البيت خبز كثير، فأعطى كلَّ واحد من الحمّالين رغيفين وأُخرجوا، وإذا بيت عليه ستر، فنوديت منه: «يا حسن بن النضر، احمد الله على ما منَّ به عليك ولا تشكَّنَّ، فودَّ الشيطان أنَّك شككت»، وأخرج إليَّ ثوبين وقيل: «خذها فستحتاج إليهما»، فأخذتهما وخرجت.
قال سعد: فانصرف الحسن بن النضر، ومات في شهر رمضان وكُفِّن في الثوبين(3).
والرواية صحيحة السند، فعليُّ بن محمّد الذي يروي عنه الكليني ثقة(4).
وأمَّا سعد بن عبد الله الأشعري القمّي فكان وجه الشيعة ومن أجلَّتهم(5).
والحسن بن النضر من أجلَّة إخواننا كما عبَّر عنه علماء الرجال(6).
وروى الشيخ الطوسي في (الغيبة) عن محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن محمّد، قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش والحائر، فلمَّا كان بعد أشهر دعا الوزير الباقطاني فقال له: الق بني الفرات والبرسيين وقل لهم: لا تزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة أنْ يُتفقَّد كلُّ من زار، فيقبض عليه(7).
والظاهر أنَّ زيارة مقابر قريش أُريد بها زيارة الكاظمين (عليهما السلام).
والرواية صحيحة أيضاً.
وفي الغيبة للطوسي: أخبرني الحسين بن عبيد الله، عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن داود القمّي (رحمه الله)، عن أبي عليٍّ [محمّد] بن همّام، قال: أنفذ محمّد بن عليٍّ الشلمغاني العزاقري إلى الشيخ الحسين بن روح يسأله أنْ يباهله وقال: أنا صاحب الرجل، وقد أُمرت بإظهار العلم، وقد أظهرته باطناً وظاهراً، فباهلني، فأنفذ إليه الشيخ (رضي الله عنه) في جواب ذلك: أيُّنا تقدَّم صاحبه فهو المخصوم، فتقدَّم العزاقري فقُتِلَ وصُلِبَ وأُخِذَ معه ابن أبي عون، وذلك في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة(8).
والرواية صحيحة السند، والمباهلة لإثبات من هو وكيل الناحية.
وروى الصدوق (رحمه الله) في (كمال الدِّين) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الصالح، قال: كتبت أسأله الدعاء لباداشاله وقد حبسه ابن عبد العزيز، وأستأذن في جارية لي أستولدها، فخرج: «استولدها ويفعل الله ما يشاء، والمحبوس يُخلِّصه الله»، فاستولدت الجارية فولدت فماتت، وخُلّي عن المحبوس يوم خرج إليَّ التوقيع(9).
والرواية صحيحة ظاهراً؛ لأنَّ والد الصدوق عَلَم في الوثاقة والتقوى، وسعد يُراد به ابن عبد الله الأشعري القمّي، ومحمّد بن صالح وكيل كان من أصحاب العسكري (عليه السلام)(10).
وهل تراه كان ينتظر توقيعاً من شخص غير الإمام (عجَّل الله فرجه)؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الخرائج والجرائح (ج ٢/ ص ٦٩٧ و٦٩٨/ ح ١٤).
(2) رجال النجاشي (ص ٢٦١/ الرقم ٦٨٤).
(3) الكافي (ج ١/ ص ٥١٧ و٥١٨/ باب مولد الصاحب (عليه السلام)/ ح ٤).
(4) استظهر السيِّد الخوئي في معجم رجاله (ج ١٣/ ص ١٣٥ و١٣٦/ الرقم ٨٣٩٨) أنَّه عليُّ بن محمّد بن بندار (أبو القاسم) الثقة.
(5) تقدَّم تخريجه في (ص ٧٩)، فراجع.
(6) راجع: معجم رجال الحديث (ج ٦/ ص ١٦١/ الرقم ٣١٧٩).
(7) الغيبة للطوسي (ص ٢٨٤/ ح ٢٤٤).
(8) الغيبة للطوسي (ص ٣٠٧/ ح ٢٥٨).
(9) كمال الدِّين (ص ٤٨٩/ باب ٤٥/ ح ١٢).
(10) راجع: معجم رجال الحديث (ج ١٧/ ص ١٩٤ - ١٩٦/ الرقم ١٠٩٩٤).
المصدر : إرساء المحكمات وتبديد الشبهات في القضية المهدوية ـ تأليف : الشيخ كاظم القره غولي.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0561 Seconds