إنتصار الإسلام على جميع الأديان بالإمام المهدي (عج)

, منذ 4 يوم 95 مشاهدة

الثابت والمجمع عليه عند أهل بيت النبوة وشيعتهم، بأن رسول الله قد أكد وبكل وسائل التأكيد، بأن الله سبحانه وتعالى سيظهر الإسلام بالمهدي المنتظر على الدين كله، بحيث تختفى كل الأديان وتتلاشى ولا يبقى منها إلا دين الإسلام. [راجع ينابيع المودة ص ٤٢٣، ومنتخب الأثر للرازي ص ٢٩٤، والحديث ٧١٢ من أحاديث المعجم ج‍ ٣]. وهذه المعلومة عند أهل بيت النبوة وأوليائهم من المسلمات التي لا يختلف فيها اثنان، لأن المهدي ستكون له دولة عالمية يشمل حكمها وسلطانها ونظامها كل أقاليم الكرة الأرضية، وستكون المنظومة الحقوقية الإلهية المتكونة من القرآن الكريم والسنة النبوية هي القانون الأوحد والنافذ في هذه الدولة، وسيكون الدين الإسلامي هو الدين الرسمي والفعلي لكافة رعايا ومواطني تلك الدولة.

حيث ستتزامن عملية بناء الدولة العالمية مع عملية نشر الإسلام، فتسير العمليتان معاً، حيث سيدعو المهدي الناس جميعاً إلى الإسلام، ويهديهم إلى أمر قد دثر فضلّ عنه الجمهور. [راجع الإرشاد ص ٣٦٤، وروضة الواعظين ج‍ ٢ ص ٢٦٤، وإعلام الورى ص ٤٣١، وكشف الغمة ج‍ ٣ ص ٢٥٤، وإثبات الهداة ص ٥٣٧ ج‍ ٣، والبحار ج‍ ٥١ ص ٣٠، والحديث ١١٢٢ من المعجم]. وإن المهدي سيصنع كما صنع رسول الله، حيث سيهدم أمر الجاهلية كله، ويستأنف الإسلام جديداً. [راجع الحديث ١١٢٣ من احاديث المعجم وراجع المصادر المذكورة فيه والحديث ١١٢٤].

وأكد الرسول هذا المحتوم بقوله: (... أما والله لا تذهب الأيام والليالي حتى يحيي الله الموتى ويميت الأحياء ويرد الله الحق إلى أهله، ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه ونبيه فابشروا ثم ابشروا... [راجع البحار ج‍ ٤١ ص ١٢٧، والتهذيب ج‍ ٤ ص ٩٧، والكافي ج‍ ٣ ص ٥٣٦، والحديث رقم ١١٢٦ من احاديث المعجم]. وحيثما حل المهدي وحيثما ارتحل يفتح المدارس والمعاهد لتعليم الناس القرآن على ما أنزل الله، فمع المهدي القرآن المكتوب بخط على، وبإملاء رسول الله، ومع هذا القرآن حاشية بخط على، وإملاء الرسول تتضمن القول الفصل بكل مسألة وردت فيه، فضلاً عن ذلك فإن المهدي بوصفه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة الذين أختارهم الله لقيادة العالم قد ورث علمي النبوة والكتاب، ولا يخفى عليه من أمرهما شيء فيوجه الحركة العلمية، بحيث تأتي منسجمة مع علمي النبوة والكتاب، ومتفقة معهما، ويعدل الوقائع السابقة لعهده لتكون متفقة مع المفهوم الشرعي، فقد يهدم منابر ويدخل التعديلات الجذرية، حتى على المساجد لتكون كما أرادها الله ورسوله بلا زيادة ولا نقصان.

ويبدو واضحاً أن شيعة الخلفاء (أهل السنة) على شُحّ مواردهم اليقينية من الحديث قد توصلوا إلى ذات النتيجة، فكيف يمكن أن يملا المهدي الأرض عدلاً وقسطاً، ويرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء إن لم يحكم بما أنزل الله!! وما أنزل الله وحكم الله مختصر بكلمة الإسلام، فعند ما يكون الإسلام هو القانون النافذ في الدولة وهو دينها الرسمي، ويتزامن نشره في العالم مع بسط المهدي لسلطانه في الأرض، فيعني ذلك ضمناً أن المهدي سيظهر الإسلام على الدين كله، وقد صرح بذلك أعلام المفسرين من أهل السنة كنا أسلفنا تحت عنوان: (المهدي في القرآن والسنة).

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : حقيقة الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) ـ تأليف: المحامي أحمد حسين يعقوب.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1172 Seconds