سماحة الشيخ محمد السند
لا يظنَّنَّ ظانٌّ أنَّ معنى هذه العقيدة الضروريَّة عند الطائفة الإماميَّة من انقطاع الاتِّصال الرسمي المعتبر بالحجَّة (عجَّل الله فرجه) يعني جمود الحجَّة بن الحسن (عجَّل الله فرجه) عن مهامِّه ودوره في قيادة البشريَّة ومواصلة مهامِّه الرساليَّة،
وأنَّه (عجَّل الله فرجه) ناءٍ في أقاصي البلاد لا يتصدَّى للأُمور تاركاً الحبل على الغارب بينما يعبث بالأمر قوى الطغيان البشري، بل لو ترك التصدِّي للأُمور يوماً واحداً لساخت الأرض فساداً بأهلها، ولوقعت الحروب والبلايا في الأصعدة المختلفة على البشريَّة، كما قال (عجَّل الله فرجه) في التوقيع الشريف: «فَإِنَّا نُحِيطُ عِلْماً بِأَنْبَائِكُمْ، وَلَا يَعْزُبُ عَنَّا شَيْءٌ مِنْ أَخْبَارِكُمْ...، وَإِنَّا غَيْرُ مُهْمِلِينَ لِمُرَاعَاتِكُمْ، وَلَا نَاسِينَ لِذِكْرِكُمْ، وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اَللَّأْوَاءُ، وَاِصْطَلَمَكُمُ اَلْأَعْدَاءُ».
بل هو (عجَّل الله فرجه) يُدبِّر ويدير أُمور البشريَّة جميعاً عبر أساليب خفيَّة وأدوات غيبيَّة منتظمة تحت الستار، لكن المقرَّر لتلك الإدارة أنْ لا تظهر إلى السطح والعلن في عصر الغيبة قبل ظهوره (عجَّل الله فرجه)، وأيُّ مدَّعٍ في العلن والعلانية يدَّعي الاتِّصال به والارتباط معه (عجَّل الله فرجه)، فهو دجل وألاعيب واحتيال للتغرير بالسُّذَّج من الناس، فالغيبة والانقطاع لا تعني انعدام حضوره (عجَّل الله فرجه) في الساحة الاجتماعيَّة والسياسيَّة البشريَّة، بل تعني انقطاع الاتِّصال من طرفنا ومن قِبَلنا باتِّجاهه (عجَّل الله فرجه) لا انقطاعه هو (عجَّل الله فرجه) عن التصرُّف في أُمورنا وأُمور البشريَّة وفي المجتمعات المختلفة، كما قال تعالى: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرضِ خَلِيفَةً﴾ (البقرة: ٣٠)، أي يحول أمام الفساد في الأرض وسفك الدماء.
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة