هل انتظار فرج الإمام المهدي (عج) أفضل من الشهادة في سبيل الله ؟!

, منذ 10 شهر 327 مشاهدة

عندما نبحث في الأحاديث المختلفة الصادرة عن المعصومين (عليهم السلام) نستنتج أنَّ الأعمال كلَّها مع في فيها من الأهميَّة والاعتبار فهي في قبال الانتظار قليلة المستوى حيث أنَّ الانتظار هو:

(أفضل الأعمال)(1)

بل جميع الأعمال العبادية مع ما لها من القدسيَّة والروحانيَّة فهي ليست راجحة على الإنتظار حيث أنَّه (أفضل عبادة الأمَّة)(2) والجدير بالذكر أنَّ هذه العبادة أعني الإنتظار قد دخلت في ساحة أهمّ العبادات وهو الجهاد في سبيل الله وصار (أفضل جهاد الأمة) كما في الحديث التالي الصادر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلَّم) حيث قال

(افضل جهاد أمتي انتظار الفرج)(3)

ومن زاوية عرفانيَّة فللانتظار أيضاً مستوى رفيع من العرفان والروحانيَّة حيث صار(أحبَ الأعمال إلى الله) حتَّى وصل المنتظر إلى مستوى الشهيد في سبيل الله.

(.. قال أمير المؤمنين (عليه السلام) انتظروا الفرج و لا تيأسوا من روح الله فان احب الأعمال إلى الله عز و جل انتظار الفرج .... و المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله)(4)

بل هناك أحاديث تؤكِّد على أنَّ (انتظار الفرج من الفرج) بل (انتظار الفرج من أعظم الفرج).

(...عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال سألته عن شئ من الفرج فقال أليس انتظار الفرج من الفرج إن الله عز و جل يقول فانتظروا إني معكم من المنتظرين)(5)

وهذا المعنى من الانتظار أعنى انتظار الفرج قد أكتسب قسطاً من القدسية والاعتبار بحيث صار من علائم الإخلاص الحقيقي والتشيُّع الصادق ومن مميزات الدعاة إلى دين الله سراً وجهراً و قد ورد في الحديث

(..أولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا..)(6)

السرُّ في أهميَّة الانتظار

لمعرفة السرّ في ذلك ينبغي لنا أن نتحدَّث بالتفصيل حول واقع الانتظار بذكر مقدَّمة مختصرة فنقول:

إن التقييم في القاموس الإلهي يختلف تماماً عن التقييم في القاموس المادِّي ومن الخطأ جداً محاولة تقييم القضايا المعنوية الراقية والمفاهيم الروحانية السامية بالمعايير الماديَّة حيث أن هناك بونٌ بعيد بينهما بل هما في طرفي النقيض وقد وصل التضادّ بينهما إلى مستوى بحيث لا يمكن أن ينقطع الإنسان إلى المعنويات إلا بالابتعاد الكامل عن المادِّيات و أعنى بالابتعاد عنها هو عدم التوجُّه إليها وعدم انشغال الذهن بها.

هذا: ومفهوم الانتظار أعني انتظار فرجِ الله هو في الواقع يندرج تحت اسم من أسماء الله تعالى أعنى "الكاشف" كما في الدعاء:

( يا صريخ المكروبين و يا مجيب المضطرين و يا كاشف الكرب العظيم)(7) (يا كاشف الغم)(8) (يا كاشف الكرب العظام)(9)

وعلى ضوئه صار مفهوم الانتظار مفهوما معنويا إلهياً حيثُ أنَّه لا يمكن لشيءٍ أن يكتسب جانباً معنوياً ويشتمل على بعدٍ مُقدَّس إلاّ بارتباطه بالله سبحانه وبمقدار ظهور اسم الله فيه، فلنترك إذاً الساحةَ المادية ولنبحث عن الأفضلية في الساحة الإلهية المعنوية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ بحار الأنوار ج 10 ص 99 رواية 1 باب 7 و ج 52 ص 122 رواية 2 باب 22

2 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 122 رواية 3 باب 22و ج 52 ص 125 رواية 11 باب 22

3 ـ بحار الأنوار ج 77 ص 143 رواية 1 باب 7

4 ـ بحار الأنوار ج 52 ص 123 رواية 7 باب 22

5 ـ بحار الأنوار ج52 ص128

6 ـ بحار الأنوار ج 36 ص 387 رواية 1 باب 44

7 ـ بحار الأنوار ج 86 ص 323 رواية 69 باب 45

8 ـ بحار الأنوار ج 36 ص 205 رواية 8 باب 40

9 ـ بحار الأنوار ج 86 ص 235 رواية 59 باب 44

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1017 Seconds