ورد في الروايات أنّ الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بعد أن يظهر في مكّة المكرمة يتّجه إلى بيت المقدس ويدعو علماء اليهود للاجتماع في سفح جبل في بيت المقدس، ثم إنه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) يشقّ الجبل بقدرة الله تعالى ويخرج منه الألواح التي نزلت على النبي موسى على نبينا وآله و(عليه السلام) ويدعو اليهود للنظر فيها.
ويفرح اليهود بذلك فرحاً عظيماً لأنهم قد سمعوا منذ قرون باسم التوراة فقط ولكنهم كانوا محرومين حتى ذلك الزمان من رؤيته، ثم يريهم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) اسمه في ألواح التوراة، فيؤمنون به(1).
أي إن اليهود الذين ملأوا الدنيا فتناً لأنفسهم وللآخرين وكانوا يخلقون المشاكل دائماً يصبحون مسلمين وشيعة اثني عشرية في زمرة أنصار الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وهم الذين قال الله تعالى عنهم: «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ»(2).
فهذه الآية الكريمة تجعل اليهود على رأس الذين هم أشدّ عداوة للمؤمنين، يليهم المشركون. فتصوّروا لو أنّ اليهود مع كلّ هذا الوصف، آمنوا بالإسلام وبالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فكم من المشكلات التي يعاني منها البشر اليوم سوف تحلّ؟ لا شك أن آلاف المشكلات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية وغيرها ستختفي من المجتمع.
فعلى سبيل المثال: يقال إن علاج مرض السكر قد تمّ اكتشافه منذ عدّة سنين، ولم يُنشر رغم أن الملايين من المصابين بهذا المرض يصارعون الموت. ولو أنّ هذا العلاج بُذل لهم لشفوا خلال مدّة قصيرة، ولكن اليهود يمنعون من نشره لأنهم - كما يقال - باحتكارهم وسائل تحليل السكّر في الدم والأدوية المضادّة لمرض السكّري يحصلون على مدخولات خيالية في الدقيقة الواحدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) روى علي بن عقبة، عن أبيه قال: «إذا قام القائم (عليه السلام) حكم بالعدل، وارتفع في أيامه الجور، وأمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها، وردّ كلّ حقّ إلى أهله، ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الاسلام ويعترفوا بالإيمان، أما سمعت الله (عزَّ وجلَّ) يقول: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) إعلام الورى بأعلام الهدى، الشيخ الطبرسي: ج٢ ص٢٩٠.
(2) سورة المائدة: ٨٢.
من محاضرات السيد صادق الحسيني الشيرازي (حفظه الله).
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة