هل الإمام المهدي (عج) يطلع على أعمالنا ؟

, منذ 1 سنة 3K مشاهدة

إن الإمام المهدي حي موجود وهو مطلع على كل ما يجري في الحياة، ولا علم لنا بتفاصيل ذلك وكيفية حدوثه.

أما عرض أعمال العباد على الإمام المهدي (عليه السلام)، فنشير هنا إلى بعض الروايات التي تؤكد حدوثه، ففي الكافي بسنده عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عزّ وجل): (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) قال: «هم الأئمة». وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: (فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) قال: المؤمنون ههنا الأئمة الطاهرون صلوات الله عليهم).

وقد جاءت اخبار كثيرة تبين عرض الاعمال على الائمة من اهل البيت بشكل خاص منها، ما في الكافي بسنده عن عبد الله بن أبان الزيات وكان مكيناً عند الرضا (عليه السلام) قال: قلت للرضا: ادع الله لي ولأهل بيتي فقال: (أو لست أفعل؟! والله إن أعمالكم لتُعرض عليَّ في كل يوم وليلة. قال: فاستعظمت ذلك، فقال لي: أما تقرأ كتاب الله (عزّ وجل): (فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ). قال: «هو والله علي بن أبي طالب (عليه السلام)». والرواية وإن ذكرت في آخرها أمير المؤمنين (عليه السلام) فقط إلا أنّ الإمام الرضا (عليه السلام) قد ذكر عرض الأعمال عليه أيضاً، فأراد الإمام الرضا (عليه السلام) من ذِكر أمير المؤمنين (عليه السلام): أنَّ الآية نزلت في حقّ أمير المؤمنين وهم مشاركون له في عرض الأعمال

وبما أن الامام الحجة هو بقية الله من الحجج فلابد أن تعرض عليه الاعمال ايضاً، بل أن الامام الحجة هو الذي تتنزل عليه الملائكة والروح في ليلة القدر بأقدار العباد في كل سنة، ومن المؤكد أن ليلة القدرة متكررة كل عام، ومن المؤكد ايضاً أن الروح والملائكة التي تنزل من عند الله بكل امر لا تنزل إلا على معصوم؛ وإلا اختلفت أوامر الله من شخص إلى اخر، فعن أبي الحسن (عليه السلام)، في قوله: تنزل الملائكة والروح فيها، قال: تنزل الملائكة وروح القدس على إمام الزمان ويدفعون إليه ما قد كتبوه من هذه الأمور)، وفي رواية أخرى قيل لأبي جعفر (عليه السلام): تعرفون ليلة القدر؟ فقال: وكيف لا نعرف والملائكة تطوفون بنا بها).

ولأجل ذلك كانت ليلة القدر شاهدًا واضحاً ودليلًا ساطعًا على حقيقة الإمامة وضرورة استمرارها كما روي عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: (يا معشر الشيعة خاصموا بسورة (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ) تفلحوا؛ فوالله إنّها لحجّة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأنّها لسيدة دينكم وأنّها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا بـ (حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، فإنّها لولاة الأمر خاصّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وعليه يكون الامام المهدي مطلع على اعمال العباد أولاً في صورة التقدير في ليلة القدر، وثانياً يكون مطلع عليها بعد عمل العباد حيث تعرض عليه، ولا يجوز مخالفة ذلك انطلاقاً من مقاييس عالم المادة والشهود، فإن الأمام الحجة وإن كان بشر إلا أنه حجة الله على خلقه وخليفته على ارضه.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0946 Seconds