تتمثَّل خدمته (عليه السلام) في عصر الغيبة باتّباع أوامره الصادرة عنه, أو أيّ فعلٍ فيه النصرة له وإن لم يأمر به بشكل مباشر.
وينبغي التنبيه على أنَّ الخدمة أخصّ من النصرة فهي تختزن خضوع النفس وتذلّلها أمام المولى (عليه السلام), فالخادم ناصر الإمام وليس العكس, فالنصرة لشخص ربَّما لا تحتوي على مفهوم التذلّل كنصرة القوي للضعيف أو نصرة الله للمؤمنين, وقد جاء في الحديث الشريف عن الصادق (عليه السلام)، قال: «لو أدركته لخدمته أيّام حياتي»(1).
يقول صاحب كتاب مكيال المكارم: (تدبَّر أيها المحبّ اللبيب في هذا الكلام, أتزعم فيه إغراقاً أو خلاف واقع؟ حاشا, وكلاَّ, بل هو عين الحقيقة, ودلالة إلى نكات دقيقة, منها بيان فضل القائم (عليه السلام) وشرفه, ومنها الإشارة إلى أنَّ خدمته أفضل العبادات وأقرب الطاعات، لأنَّ الإمام الصادق الذي لم يصرف عمره الشريف إلّا في صنوف طاعة الله وعبادته في يومه وليلته بيَّن أنَّه لو أدرك القائم لصرف أيّام حياته في خدمته...)(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيبة للنعماني: ٢٥٢/ باب ١٣/ ح ٤٦.
(2) مكيال المكارم ٢: ٢٠١.
المصدر : ثقافة الانتظار ـ تأليف: السيّد محمّد القبانچي.
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة