إذا سلمنا على الإمام المهدي (عج) فهل يصل سلامنا إليه ؟

, منذ 2 شهر 250 مشاهدة

اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلاَنَا الإِمَامَ الْهَادِيَ الْمَهْدِيَّ، الْقَائِمَ بِأَمْرِكَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى ابَائِهِ الطَّاهِرِينَ، عَنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، سَهْلِهَا وَجَبَلِهَا، وَبَرِّهَا وَبَحْرِها، وَعَنِّي وَعَنْ والِدَيَّ، مِنَ الصَّلَوَاتِ زِنَةَ عَرْشِ اللهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ، وَمَا أَحْصَاهُ عِلْمُهُ، وَأَحَاطَ بِهِ كِتَابُهُ.

السلام على إمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في هذا الدعاء، هو عالميٌّ من جهة الكميّة، وبمقدار زنة العرش من حيث الكيفيّة.

إنّ كيفيّة السلام على الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في هذا الدعاء تعود إلى بُعد نظر المنتظِر, فهو بعيد النظر، ولديه ثقافة عالميّة، وعند الحاجة يطرح ذلك بنظرة عميقة وبعيدة المدى.

فبعض الناس يريدون الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لأجل حلّ مشاكلهم فقط، أمّا المنتظرون الواقعيّون فلديهم مشاعر وأحاسيس عالميّة، وعندما تقع مشكلة في غير المنطقة الجغرافيّة التي هم فيها، يصيبهم القلق والاضطراب.

سلامُ المنتظرين:

يضفي دعاء العهد على المنتظرين أفقاً عالميّاً، حيث نقرأ في هذه الفقرة من الدعاء: "عن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها".

يسلّم المنتظرون على إمامهم، عن جميع المؤمنين والمؤمنات في جميع أنحاء العالم، من خلال قراءة هذا الدعاء في بداية صبيحة كلّ يوم.

وهذه الفقرة من الدعاء تُظهر أنّ طلب الإمام لأجل الحاجة الشخصيّة أمر خاطئ، فالمنتظِر الواقعيّ لديه مشاعر عالميّة، ومثل هذا الانتظار هو انتظار إيجابيّ وفعّال.

كيف يبلِّغ المنتظِرُ سلامه للإمام؟

يَطلب المنتظِر من الله تعالى إبلاغ السلام والتحيّة لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، في اثنتي عشرة فقرة:

١- اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانَا الْإِمَامَ الْهَادِيَ الْمَهْدِيَّ الْقَائِمَ بِأَمْرِكَ:

إنّ للأشخاص العظماء والمشهورين أسماءً وألقاباً وكنىً مختلفة وواقعيّة، وكل واحد منها يعكس بعداً من أبعاد شخصيّتهم ووجودهم.

لذلك، عندما تُبيّن الأدعية والزيارات أسماءً وألقاباً متعدّدة للإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، نستكشف منها أنّ الأبعاد الوجوديّة للإمام متعدّدة وذات حقيقة. وقد أُشير في هذه الفقرة إلى خمس خصائص للإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، سنوضّحها في العناوين الآتية:

أ- المولى:

كلمة المولى مشتقّة من مادة (و-ل-ي). وهذه الكلمة هي من أكثر الكلمات استعمالاً في القرآن الكريم، بأشكال مختلفة.

والمعنى الأصليّ لهذه الكلمة هو المتولِّي للأمور، وسائر المعاني الأخرى التي تُذكر لهذه الكلمة تستفاد من القرينة.

والإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو "مولانا"، فله الولاية علينا، وهو المتولِّي لأمورنا.

عندما تُبيّن الأدعية والزيارات أسماءً وألقاباً متعدّدة للإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، نستكشف منها أنّ الأبعاد الوجوديّة للإمام متعدّدة وذات حقيقة.

"الإمام" ليس هادياً فحسب، بل "إمام"، وليس متولّياً للأمور فحسب، بل "إمام"، ما يعني أنّ في عمله وعبادته، أكله وحربه، سكوته وكلامه، "درساً وأسوة".

ب- الإمام:

الله تعالى هو الذي جعل الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف) إماماً. و"الإمام" ليس هادياً فحسب، بل "إمام"، وليس متولّياً للأمور فحسب، بل "إمام"، ما يعني أنّ في عمله وعبادته، أكله وحربه، سكوته وكلامه، "درساً وأسوة".

و"الإمام" هو التجسيد العينيّ للأقوال والنظريّات، وهو الذي يحوّل الأطروحات الذهنيّة للإسلام إلى حقائق خارجيّة، والتصوّرات إلى واقعيّات، والخيال إلى حقيقة، ويبيّن أنّ الإسلام ليس اسماً بلا مسمّى.

و"الإمام" بما يحمل من صفات وأفكار وأعمال هو دائماً "إمام"، في جميع الأوقات وبالنسبة إلى كلّ الأفراد، كما هي الحال في إبراهيم (عليه السلام) الذي لا زال حتّى الآن إماماً.

ما أجمل هذا التعبير! وما أحلى هذا المقام! وما أروع هذه الكلمة! "إمام". وهي كلمة جامعة وذات محتوى إلى درجة أنّ الكلمات الأخرى من قبيل: المعلّم، المرشد، الهادي، المبلّغ، الواعظ، ليس لها هذا المعنى، وهي تدلّ على التعليم والإرشاد، لا على الحركة والاتّباع، لكنّ "الإمام" هو الشخص الذي يسير ويكون مقدَّماً من الناحية العمليّة، والآخرون يتبعونه ويسيرون خلفه.

ج- الهادي:

الشخص الوحيد الذي تجري الهداية على يديه هو خاتم الأوصياء الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، يقول تعالى في سورة الرعد (الآية ٧): ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾.

وبما أنّ النبوّة قد خُتمت، فالله تعالى يُتمّ الحجّة على جميع خلقه، ولا يخلي الأرض من حجّة ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾. وقد جاء في التفاسير كـ"مجمع البيان" و"كنز الدقائق" حديث يبيّن أن المراد بالـ: ﴿هَادٍ﴾. هم الأئمّة المعصومون (عليهم السلام). وفي زماننا الإمام المهديّ (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الهادي الوحيد للعالَم من قبل الله تعالى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : شرح دعاء العهد ـ تأليف : الشيخ محسن قراءتي.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.2310 Seconds