كيف يتعرّف الناس على الإمام المهدي الحقيقي عند ظهوره؟

, منذ 9 ساعة 71 مشاهدة

من أعظم القضايا التي شغلت عقول المؤمنين عبر التاريخ قضية ظهور الإمام المهدي عليه السلام، المخلّص الذي وعد الله تعالى بظهوره ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا. ولكن السؤال الجوهري هو: كيف يمكن للناس أن يعرفوا الإمام المهدي الحقيقي إذا ظهر، ولا يختلط عليهم الأمر مع المدّعين؟
1. التعرف على المهدي من خلال العلامات السابقة لظهوره
لقد أخبر الأئمة الطاهرون والرسول الأعظم ﷺ عن علامات واضحة تسبق ظهوره الشريف، ومن أبرزها:
النداء السماوي في شهر رمضان:
نداء من السماء يسمعه كل الناس بلغاتهم: "ألا إن الحق مع علي وشيعته"، وفي بعض الروايات: "قد ظهر المهدي من آل محمد".
وهذه العلامة معجزة لا يمكن لأحد أن يفتعلها.
خسف البيداء:
جيش السفياني الذي يخرج لمحاربة المهدي يُبتلع بالأرض بين مكة والمدينة، وهو من العلامات الحتمية.
قتل النفس الزكية في مكة قبل الظهور بخمسة عشر يومًا تقريبًا، وهو من الأحداث التي تميّز زمن الظهور عن غيره.
هذه العلامات الكبرى تجعل المؤمنين على بصيرة من زمن الظهور وتمنع الالتباس بالمدّعين.
2. التعرف عليه من صفاته الشخصية والنَسَبية
ورد في الأحاديث المتواترة أن الإمام المهدي عليه السلام:
من ولد فاطمة الزهراء عليها السلام، أي من ذرية النبي ﷺ.
من ذرية الإمام الحسين عليه السلام تحديدًا.
يشبه النبي في الخَلق والخُلق.
عمره طويل ولكن يبدو في سنّ الشاب عند ظهوره.
له اسم وكنية كاسم النبي ، أي محمد بحسب المرويات.
يظهر في مكة ويُبايَع بين الركن والمقام، وهو لا يطلب البيعة بنفسه بل تُفرض عليه من قبل الناس الصالحين.
كل هذه الصفات تمنع من الاشتباه به، لأن من ادّعى المهدوية دون أن تجتمع فيه هذه العلامات فهو كاذب مفترٍ.
3. التعرف عليه من خلال معجزاته وحجّته
الإمام المهدي لا يعتمد في إثبات نفسه على مجرد الادعاء، بل على الحجة الإلهية والمعجزة البيّنة.
فمن خصائصه:
أنه يُظهر علوم الأنبياء والأوصياء ويُبيّن أسرار الكتب السماوية جميعها.
يُقيم العدل في الحكم بحيث يشهد العقلاء بأنه مؤيد من الله.
ينصره الله بآيات خارقة لا يقدر عليها أحد من الناس.
يتكلم الناس بلغاتهم ويفضح الباطل أينما وُجد.
وهذه الأمور لا يقدر عليها إلا من كان إمامًا منصوصًا من الله.
4. التأييد الإلهي والتمكين العالمي
من دلائل صدق الإمام المهدي عليه السلام أن الأرض تُسلَّم له بقدرة الله، وتتحقق به الوعود التي أخبر بها الأنبياء جميعًا، فلا يستطيع مدّعٍ أن يقيم دولة عالمية عادلة تشمل القلوب قبل الحدود.
قال تعالى:
﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾
(القصص: 5)
فإذا تحققت هذه الكلمة الإلهية على يد رجل من آل محمد يُبايع في مكة، وتؤيده السماء، وينصره الله، علم الناس أنه المهدي الموعود حقًّا.
5. موقف المؤمنين الحقيقيين
المؤمن الصادق لا ينجرف وراء كل دعوى، بل يتثبّت بالعلم والحجة والعقل.
وقد أوصى الأئمة عليهم السلام أتباعهم قائلين:
كونوا على ما أنتم عليه حتى يطلع الله لكم نجمكم.
و المراد بطلوع النجم ظهور الإمام (عليه السلام).."
مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - ص ٣٣٥
أي أن السلوك الإيماني والورع والانتظار الواعي هو الذي يُهيّئ النفس للتعرّف على الإمام عندما يظهر، لأن الله يهدي أولياءه إليه بنور البصيرة لا بمجرد العاطفة.
6. الخلاصة
التعرّف على الإمام المهدي الحقيقي يكون من خلال:
العلامات الحتمية السابقة لظهوره.
صفاته النسبية والشخصية.
معجزاته وحجّته الباهرة.
تأييد الله له بالتمكين العالمي.
هداية الله للمنتظرين الصادقين.
فلا يُعرف الإمام بالادعاء، بل بآيات الله وحجّته الواضحة التي تخرس كل باطل، ويميز الله بها المهدي الحق من كل مدّعٍ.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1957 Seconds