إن الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) هو الحجة الإلهية في زماننا، وبه يُختم خط الإمامة بعد آبائه الطاهرين (عليهم السلام). وقد حثّ أهل البيت على الدعاء له بالفرج، وجعلوا ذلك من أفضل القربات، لما فيه من آثار روحية، عقائدية، واجتماعية، وهذه أهمها :
أولًا: الفوائد الروحية
تجديد البيعة والولاء
الدعاء للإمام المهدي يعني الإقرار بوجوده وشرعية قيادته، وهو بمثابة تجديد بيعة المؤمن في كل يوم. وهذا ينعكس على صفاء العقيدة وثباتها أمام الفتن.
زيادة القرب من الله
الدعاء له ليس عبادة لشخصه، بل لأنه وليّ الله، والدعاء له دعاءٌ لتحقيق وعد الله بالنصر والعدل، فيكون سببًا للقرب من الله ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾.
تنقية القلب من الأنانية
حين يدعو المؤمن لغيره قبل نفسه، خاصة لقائد الأمة، يتربى على الإيثار وتقديم المصلحة العامة على الخاصة.
ثانيًا: الفوائد العقائدية
تعميق الإيمان بالغيب
الإيمان بالإمام الغائب من مصاديق الإيمان بالغيب المذكور في القرآن، والدعاء له يذكّر النفس دومًا بهذه الحقيقة، فيبقى المؤمن ثابتًا على خط الانتظار.
حفظ الارتباط بخط الإمامة
في زمن الغيبة، قد ينشغل الناس عن إمامهم، لكن الدعاء له يحفظ صلة القلب والعقل بخطه المبارك.
الاستعداد لنصرته
من يلهج بالدعاء للإمام، يتهيأ نفسيًا وعمليًا لأن يكون جنديًا في جيشه عند ظهوره، لأن الدعاء يربّي روح الالتزام.
ثالثًا: الفوائد الاجتماعية
وحدة المنتظرين
الدعاء للإمام يجمع قلوب المؤمنين في اتجاه واحد، فينشأ شعور بالأخوّة العالمية بين شيعة أهل البيت، مهما اختلفت أوطانهم وألسنتهم.
إشاعة روح الأمل
حين يكثر الحديث والدعاء عن الإمام المخلّص، يسود المجتمع شعور بأن الظلم له نهاية، وأن العدالة قادمة، مما يعزز الصبر والمقاومة.
تربية الأجيال على القيم المهدوية
تعليم الأبناء أدعية الإمام (كـ"اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن…") يجعلهم ينشأون على معرفة قائدهم الحق، وانتظار ظهوره.
رابعًا: الفوائد التعبدية
الطاعة للنصوص الشرعية
ورد عن الإمام المهدي (عليه السلام): "أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم"، فالإكثار منه طاعة لأمر المعصوم.
كثرة الحسنات ومحو السيئات
لأن الدعاء نوع من الذكر، فهو يزيد الحسنات ويمحو من السيئات، بل يرفع مقام صاحبه عند الله.
الفرج الشخصي
وعد أهل البيت أن الفرج للإمام يتبعه فرجٌ للمؤمنين، كما في الحديث: "وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن في ذلك فرجكم".
خامسًا: نصوص وأدعية مشهورة في هذا الباب
دعاء الندبة : للتعبير عن الشوق لرؤية الإمام.
دعاء الفرج: "اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن…"، وهو من أوسع الأدعية انتشارًا بين الشيعة.
دعاء العهد: من قرأه أربعين صباحًا كان من أنصار الإمام عند ظهوره.
خاتمة
الدعاء للإمام المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه) ليس مجرّد عمل لفظي، بل هو مدرسة إيمانية وروحية تُربّي الإنسان على الولاء لله ولأوليائه، وتجعله عنصرًا فاعلًا في مشروع العدالة الإلهية. هو عبادة، وبيعة، وتربية، وأمل متجدد، ووسيلة لحفظ العقيدة في زمن الغيبة.
موقع ديني مختص في مسائل الإمام المهدي (عج) تابع لشعبة البحوث والدراسات - ق. الشؤون الدينية - الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة