هل القضيّة المهدويّة ورد ذكرها في القرآن الكريم؟

, منذ 1 يوم 130 مشاهدة

في الحقيقة الكلّ يعلم أنّ القرآن الكريم هو أصل لكلّ المعارف والقوانين الإسلاميّة، وهو بمنزلة الأساس لكلّ القوانين، فكما أنّ الأهداف والأحكام ومسؤوليّات الأنظمة قد ذكرت بصورة مجملة وبدون بيان كامل في القوانين الأساسية لكلّ دولة، وبقى تفصيل ذلك على عاتق القوى المقنّنة، فكذلك في القرآن الكريم، حيث ورد في هذا الدستور العظيم بعض المعارف الإلهيّة والأحكام الإسلاميّة بصورة مجملة وكلّية، وبقي بيانها وشرحها على عاتق النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم)، كما شرح وبيّن أحكام الصلاة والزكاة والحجّ وغير ذلك من الأحكام، وقضيّة المهدي (عليه السلام) من هذا القبيل، فإنّ جذر هذه القضيّة مذكورة في القرآن العظيم، حيث ذكر في عدّة آيات بالقضاء على الظلم، والبشارة بوراثة الأرض لهم، وبانتصار المتّقين والصالحين والمستضعفين علي المستكبرين، وأنّهم سيحكمون العالم في آخر الدهر.

وقد وردت عدّة آيات في القرآن، وورد عن النبيّ والأئمّة في تفسير ذلك وشرحها بأنّ دولة المهدي (عليه السلام) هي التي بشّر بها القرآن الكريم في آخر الزمان، هي دولة المستضعفين والصالحين. وقد جمعنا هذه الآيات بمعونة ثلّة من المؤلّفين من ثمانين سورة من القرآن في (٣٦٥) آية مباركة.

وقد تحدّثت هذه الآيات بشكل عامّ عن القضيّة المهدويّة، ووردت أكثر من ٥٠٠ رواية عن النبيّ والأئمّة في تفسير هذه الآيات(1)، وأمّا الآيات كما يلي:

١ - قال الله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)(2).

روي سلمان فارسي قال: «قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إنّ الله لم يبعث نبيّاً ولا رسولاً إلاّ جعل له إثني عشر نقيباً، ثمّ ذكر أسماء هم إلى قوله: ثمّ إبنه محمّد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله»(3).

٢ - وقال الله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)(4).

فورد في تفسير هذه الآية، عن محمّد بن عبد الله بن الحسن، عن الباقر (عليه السلام) أنّه قال: «القائم وأصحابه»(5).

٣ - وقال تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ)(6).

بيّن الباقر (عليه السلام) - ضمن حديث طويل - تفسير هذه الآية، وذكر خطبة المهدي (عليه السلام) عند ظهوره في مكّة يقول فيه: «فيكون أوّل خلق يبايعه جبرئيل، ويبايعه الثلاثمائة والبضعة العشر رجلاً...»(7).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام): الجزء الخامس، لجمع من المؤلّفين، ومنهم المؤلّف.

(2) القصص (٢٨): ٥.

(3) دلائل الإمامة: ٢٣٧.

(4) الأنبياء (٢١): ١٠٥.

(5) تأويل الآيات: ٣٣٢. معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام): ٥ / ٢٦٢.

(6) النمل (٢٧): ٦٢.

(7) تفسير العيّاشي: ٢ / ٥٦.

المصدر : الإمام المهدي (عجل الله فرجه) المصلح العالمي المنتظر ـ تأليف : الشيخ محمّد جواد الطبسي.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0661 Seconds