كيف كانت رسائل الإمام المهدي (عج) تصل الى السفراء ؟ وما هي أقسامها ؟

, منذ 10 شهر 769 مشاهدة

لم تكن طريقة استلام التوقيعات واضحة، بل وحتَّى اللقاءات التي دارت بين السفراء والإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، فقد تطول المدَّة ثمّ يحصل اللقاء.

روى الطوسي بإسناده عن عَبْدِ اَللهِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ - العمري - (رضي الله عنه)، فَقُلْتُ لَهُ: رَأَيْتَ صَاحِبَ هَذَا اَلْأَمْرِ؟! قَالَ: نَعَمْ، وَآخِرُ عَهْدِي بِهِ عِنْدَ بَيْتِ اَللهِ اَلْحَرَامِ، وَهُوَ يَقُولُ: «اَللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي»(1).

وقال العمري أيضاً: وَرَأَيْتُهُ (صَلَوَاتُ اَللهِ عَلَيْهِ) مُتَعَلِّقاً بِأَسْتَارِ اَلْكَعْبَةِ فِي اْلمُسْتَجَارِ، وَهُوَ يَقُولُ: «اَللَّهُمَّ اِنْتَقِمْ لِي مِنْ أَعْدَائِكَ»(2).

الملاحظة الثانية: مدَّة خروج التوقيعات:

اختلفت النصوص حول مدَّة خروج التوقيعات الصادرة من الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) إلى سفرائه، وكانت تخرج على أشكال عديدة:

أ - التوقيع الشفوي:

فقد كان يخرج التوقيع أحياناً شفويًّا إلى السائل وإفهامه أنَّه من الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه).

روى الطوسي (رحمه الله) أنَّ رجلين دخلا على ابن روح النوبختي - السفير الثالث للإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) - ومعهما أخرس، فطلبوا منه الدعاء بالشفاء للأخرس، فأجابهم ابن روح قائلاً: إِنَّكُمْ أُمِرْتُمْ بِالْخُرُوجِ إِلَى اَلْحَائِرِ، فذهبوا إليه وشُفِيَ الأخرس بمعجزة الإمام (عجَّل الله فرجه)(3).

ب - التوقيع بنحو الرسالة المستعجلة:

فقد خرج توقيع منه (عجَّل الله فرجه) لابن روح النوبختي عام (٣١٢هـ) من شهر ذي الحجَّة وهو في السجن في لعن ابن أبي العزاقر الشلمغاني المدَّعي للسفارة كذباً عن الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بسرعة فائقة لا تُتصوَّر، وَاَلْمِدَادُ رَطْبٌ لَمْ يَجُفَّ(4).

ج - التوقيع الغيبي:

ومرَّة يخرج التوقيع منه (عجَّل الله فرجه) وقد خطر السؤال في ذهن السائل فيُخبِره الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بما في ضميره ووجدانه، ولم يكن يعرف ذلك أحد غيره.

روى الطوسي (رحمه الله) توقيعاً صادراً من الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) لسفيره محمّد بن عثمان العمري، جاء فيه: قال أبو الحسين الأسدي: فَوَاَلَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ بَشِيراً لَقَدْ نَظَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي اَلتَّوْقِيعِ فَوَجَدْتُهُ قَدِ اِنْقَلَبَ إِلَى مَا وَقَعَ فِي نَفْسِي(5).

د - التوقيع بعد ساعات:

ومرَّة كان يخرج التوقيع منه (عجَّل الله فرجه) بعد ساعات قليلة من تقديم الأسئلة له (عجَّل الله فرجه).

فقد روى الطوسي (رحمه الله) بإسناده عن الصفواني، قال: وَحَضَرَتْ صَلَاةُ اَلظُّهْرِ، فَصَلَّيْنَا هُنَاكَ، وَرَجَعَ اَلرَّسُولُ - وهو خادم أسود لمحمّد بن الفضل -، فَقَالَ: قَالَ لِي - ابن روح النوبختي: اِمْضِ، فَإِنَّ اَلْجَوَابَ يَجِيءُ، وَقُدِّمَتِ اَلمَائِدَةُ، فَنَحْنُ فِي اَلْأَكْلِ إِذْ وَرَدَ اَلْجَوَابُ فِي تِلْكَ اَلْوَرَقَةِ مَكْتُوبٌ بِمِدَادٍ عَنْ فَصْلٍ فَصْلٍ(6).

هـ - التوقيع بعد ثلاثة أيَّام:

ومرَّة أيضاً كان يخرج التوقيع منه (عجَّل الله فرجه) بعد ثلاثة أيَّام من تقديم الأسئلة له.

فقد روى الطوسي (رحمه الله) بإسناده عن عليِّ بن الحسين بن بابويه القمِّي أنَّه قال: سألت ابن روح النوبختي بالتوسُّط عند الإمام (عجَّل الله فرجه) ليدعو الله تعالى له في أنْ يرزقني ولداً، فأنهى ذلك إليه، فأخبره بعد ثلاثة أيَّام أنَّه قد دعا لعليِّ بن الحسين (رحمه الله)، فَإِنَّهُ سَيُولَدُ لَهُ وَلَدٌ مُبَارَكٌ يَنْفَعُ اَللهُ بِهِ، وَبَعْدَهُ أَوْلَادٌ(7).

و - التوقيع على مجموعة أسئلة:

ومرَّة يخرج التوقيع منه (عجَّل الله فرجه) على مجموعة أسئلة عُرِضَت عليه في ورقة واحدة.

فقد روى الطوسي (رحمه الله) بإسناده عن أبي غالب الزراري، قال: فَحِينَ جَلَسْنَا عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ، أَخْرَجَ اَلدَّرْجَ وَفِيهِ مَسَائِلُ كَثِيرَةٌ قَدْ أُجِيبَ فِي تَضَاعِيفِهَا(8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغيبة للطوسي (ص ٢٥١ و٣٦٤/ ح ٢٢٢ و٣٣٠).

(2) المصدر السابق.

(3) الغيبة للطوسي (ص ٣٠٩/ ح ٢٦٢).

(4) الغيبة للطوسي (ص ٤٠٩ و٤١٠/ ح ٣٨٤).

(5) كمال الدِّين (ص ٥٢٢/ باب ٤٥/ ح ٥١).

(6) الغيبة للطوسي (ص ٣١٦/ ح ٢٦٤).

(7) الغيبة للطوسي (ص ٣٢٠/ ح ٢٦٦)؛ ورواه الصدوق (رحمه الله) في كمال الدِّين (ص ٥٠٢/ باب ٤٥/ ح ٣١).

(8) الغيبة للطوسي (ص ٣٠٤/ ح ٢٥٦).

المصدر : سفراء الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بين الحقائق والأوهام ـ تأليف: ضياء الدِّين الخزرجي.

 

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.0493 Seconds