هل هناك وكلاء غير السفراء الأربعة عند الإمام المهدي (عج) ؟

, منذ 5 شهر 349 مشاهدة

ذكر المامقاني في (تنقيحه) أنَّ للحجَّة (عجَّل الله فرجه) وكلاء غير السفراء الأربعة، وكان تخصيص هؤلاء الأربعة إمَّا لأنَّ غيرهم من الوكلاء يرجعون إليهم فلا يأمرون ولا يُؤمَرون إلَّا بوساطتهم، أو لأنَّهم كانوا وكلاء عموماً وغيرهم في الجزئيَّات (1).

وكان هؤلاء الوكلاء أقواماً ثقات ترد عليهم التوقيعات من قِبَل المنصوبين للسفارة من الأصل (2).

وانحرف جماعة من هؤلاء الوكلاء بعد أنْ كانوا صالحين أوَّل أمرهم، وخرجت توقيعات منه (عجَّل الله فرجه) في لعن هؤلاء الوكلاء والبراءة منهم بعد خدمتهم وطول صحبتهم، فأبدلهم الله سبحانه بالإيمان كفراً حين فعلوا ما فعلوا، فعاجلهم الله بالنقمة ولم يمهلهم.

وكان سبب هذا الانحراف والموقف المعادي للإمام (عجَّل الله فرجه) مع مشاهدتهم المعجزات والكرامات الواضحة والبراهين القويَّة منه (عجَّل الله فرجه) هو الحسد والبغض لأهل البيت (عليهم السلام)، وطمعهم في الحصول على الأرباح والرئاسة على الناس.

أمَّا الهدف من اختيار الوكلاء في أمر السفارة، فملخَّصه:

أوَّلاً: تسهيل أمر السفراء وتوسعة عملهم:

لقد عاش السفراء في سفارتهم ظروفاً قاسية وصعبة لصعوبة الزمان والسيف يقطر دماً آنذاك، وقد صعب عليهم التحرُّك والاتِّصال بالقواعد الشعبيَّة في البلاد الإسلاميَّة، ويعود سبب ذلك إلى الحالة التي أوجدتها السلطة من مطاردة قواعد الإمام وملاحقة قادتها، ونشر حالة من الخوف والرعب في صفوف المعارضة، وظهور الفِرَق المنحرفة التي لعبت دوراً خطيراً في عمليَّة الانحراف، وظهور حركات الزندقة والغلاة بين فصائل الأُمَّة، وضعف الوعي السياسي والفكري في أوساط الأُمَّة.

ثانياً: نظام الوكلاء ساهم في إخفاء عمل السفراء:

إنَّ فكرة اعتماد هذا النظام كان قد ساهم في إضفاء طابع الكتمان والسرّيَّة على اسم السفير وشخصه، لأنَّ الفرد المنتمي إلى القواعد الشعبيَّة الموالية للإمام (عجَّل الله فرجه) غاية ما يمكنه هو الاتِّصال بأحد الوكلاء دون إرادة معرفة اسم السفير أو نوع عمله ومكانه، وكان هؤلاء يدرجون المسائل الفقهيَّة والعقائديَّة أو الاجتماعيَّة أو السياسيَّة فيُرسِلوها إلى السفراء.

وقد ذكر الصدوق (رحمه الله) اثني عشر وكيلاً كانوا قد وقفوا على معجزات الإمام (عجَّل الله فرجه).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تنقيح المقال (ج ٢/ ص ١٤٢).

(2) الغيبة للطوسي (ص ٤١٥).

سفراء الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بين الحقائق والأوهام ـ تأليف: ضياء الدِّين الخزرجي.

مواضيع قد تعجبك

Execution Time: 0.1057 Seconds